وصف محافظ مصرف ليبيا المركزي في البيضاء علي الحبري طباعة النقود بشكل مستمر لمعالجة أزمة السيولة بـ«الظاهرة غير السوية»، محذرًا من استمرار أزمة السيولة الراهنة في البلاد.
وقال الحبري، الذي كان يتحدث في لقاء بمدرج مركز بنغازي الطبي، اليوم الأحد، إن طباعة النقود «ترتبط بتطور النشاط الاقتصادي»، مشيرًا إلى أن النقود تنمو وتتطور «مع نمو الاقتصاد في البلاد».
وطالب الحبري بمعالجة المشكلة «بشكل جماعي وبالعلم وبالمعرفة وبالخطوات العلمية السليمة وبحث كيفية تنظيم السيولة بالشكل الذي ينعكس إيجابًا على الدورة النقدية». لافتًا أن «ظاهرة اكتناز السيولة تعد ظاهرة طبيعية في كل المجتمعات»، لكنه نبه إلى خطورتها عندما تزيد نسبتها عن «40 %».
وأوضح أن الدورة النقدية «بسيطة جدًا ولكنها في ليبيا متقطعة»، مقدرًا الانقطاع في الدورة النقدية في ليبيا «بحوالي 86 %» داعيًا إلى تخفيضه «أكبر قدر ممكن» عن طريق إعادة الثقة بين المودعين والمصارف.
وشدد الحبري خلال كلمته على ضرورة تفاعل الجميع من أجل الخروج من هذا المختنق، وأضاف: «لا بد أن نعمل جميعًا بشكل جماعي لأنه لا تنمية ولا اقتصاد ولا دورة نقدية ولا مجتمع جيد دون تفاعل الجميع في إطار مصلحة المنطقة وفي اتجاه واحد إيجابي يحقق تكامل الدورة النقدية وبالتالي استقرار السيولة في هذا المجتمع».
وأعرب محافظ مصرف ليبيا المركزي عن أمله في أن يساهم التفاعل الإيجابي من الجميع في الدفع نحو الخروج من أزمة السيولة الراهنة في البلاد، مشيرًا إلى أن هناك مؤسسات لديها تدفق نقدي مثل شركات الاتصالات (ليبيانا والمدار) وشركة البريقة لتسويق النفط وتجارة السلع والخدمات، لديها سيولة متوفرة بشكل يومي من المفترض إيداعها في المصارف.
وحضر اللقاء رئيس لجنة إدارة أزمة السيولة بالمصرف المركزي، رمزي آغا، ورئيس غرفة التجارة والصناعة صالح العبيدي، ومديرو المصارف التجارية بالمنطقة الشرقية ورجال الأعمال والتجار.
وبحث اللقاء الحلول المناسبة لأزمة السيولة التي تعاني منها البلاد منذ أشهر وتسببت في ازدحام شديد شهدته أغلب المصارف، كما تطرق إلى كيفية إعادة الثقة بين المودعين والمصارف.
تعليقات