يعقد الليبيون آمالاً عريضة على القمة العربية، التي انطلقت اجتماعاتها التحضيرية اليوم السبت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، التي تسبق انعقاد الدورة العادية الـ27، المقررة الاثنين المقبل، تحت عنوان «قمة الأمل» بحضور عدد من رؤساء وأمراء الدول العربية وممثلين عن الجامعة العربية ومدعوين من المحيط الإقليمي والدولي.

وبينما يتصدر الملف الليبي «قمة نواكشوط»، فإن الأنظار تنقسم بين دعم الحل السياسي لتوحيد الأطراف الليبية، وبين مناقشة القضاية الأمنية والعسكرية لمواجهة التنظيمات الإرهابية ورفع حظر السلاح عن الجيش الليبي، إذ من المقرر أن يتضمن مشروع البيان الختامي للقمة تجديد «رفض أي تدخل عسكري في ليبيا لعواقبه الوخيمة»، بالإضافة إلى ضرورة تقديم الدعم للجيش الليبي في مواجهة التنظيمات الإرهابية كافة بشكل حاسم.

*قمة تاريخية
وزير الخارجية المفوض بحكومة الوفاق الوطني، محمد الطاهر سيالة، أعرب خلال حضوره اجتماعات وزراء الخارجية العرب اليوم السبت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، عن أمله أن تكون اجتماعات القمة العربية المقررة بنواكشوط «تاريخية»، بالتزامن مع تصريحات الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أحمد بن حلي، التي قال فيها إن القادة العرب سيستعرضون «كل الأزمات التي تعيشها الأمة العربية وجوانبها الأمنية» في إطار «مقاربة مناسبة وتوافقية».

وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال إن بلاده تسعى إلى معالجة ما خططت له قوى خارجية في بعض الدول العربية، لافتًا إلى أن الأزمة في ليبيا ترتبط بتراجع دور الدولة لحساب «ميليشيات وتنظيمات طائفية متطرفة ولاعبين من خارج الأطر الرسمية للمساس بوحدة أراضي الدول العربية».

*نتائج الحوار السياسي
وقبل توجهه إلى نواكشوط، ناقش وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، ونائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن بالعاصمة التونسية الوضع في ليبيا، إذ جددا التزامهما بمواصلة الوقوف إلى جانب ليبيا ودعم جهود المجتمع الدولي في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، عبر توفير ظروف النجاح لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج والعمل على إشراك مختلف الأطراف الليبية المعنية في المسار السياسي.

وعلى هامش التحضيرات الجارية، أطلع مارتن كوبلر وزير الشؤون الخارجية التونسي على نتائج أشغال اجتماعات لجنة الحوار السياسي الليبي المنعقدة بتونس يومي 16 و17 يوليو 2016، والمائدة المستديرة رفيعة المستوى حول تنفيذ الترتيبات الأمنية الموقتة يومي 18 و19 يوليو 2016 في تونس.

وجدد وزير الخارجية التونسي دعم تونس الاتفاق السياسي الليبي وجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ومساندتها للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وحرصها على تشجيع الأشقاء الليبيين على التوصّل إلى توافق يساهم في الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها، ويستجيب لتطلعات الشعب الليبي في الأمن والاستقرار.

*16 ملفًا أمام المسؤولين
ومن المقرر أن يناقش وزراء الخارجية العرب في الاجتماعات التحضيرية 16 بندًا في مقدمتها تطورات الوضع في ليبيا واليمن وسورية والقضية الفلسطينية والصومال. كما تتناول هذه الاجتماعات بندًا آخر عن صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وتطوير جامعة الدول العربية، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.

وستتمثل الدول الـ22 الأعضاء في الجامعة العربية في هذه القمة، باستثناء سورية التي علقت عضويتها. وينتظر مشاركة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى جانب الرئيس السوداني عمر حسن البشير الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة بسبب الحرب في دارفور.

وموريتانيا ليست من الدول الموقعة لاتفاقية روما التي أسست هذه الهيئة الدولية. وتعقد القمة العربية في نواكشوط للمرة الأولى منذ انضمام هذا البلد إلى الجامعة العربية في 1973، بعد اعتذار المغرب عن استضافتها في أبريل الماضي كما كان مقررًا. كما أنها أول قمة عربية تعقد بعد تولي الأمين العام الجديد للجامعة المصري أحمد أبوالغيط مهامه مطلع يوليو خلفًا لنبيل العربي. وبعد قمة الثلاثاء، سيتولى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز رئاسة الجامعة العربية لمدة سنتين.