يصادف اليوم الخامس والعشرين من يونيو الذكرى الثانية لاغتيال المحامية والناشطة الحقوقية والسياسية سلوى بوقعيقيص.

واغتيلت سلوى بوقعيقيص التي يصفها كثيرون بـ«أيقونة الثورة» في منزلها من قبل مسلحين ملثمين، بعد لحظات بعد إدلائها بصوتها في الانتخابات البرلمانية يوم 25 يونيو من العام 2014. ولم يقدم حتى الآن أحدٌ إلى العدالة بتهمة اغتيالها، رغم زعم أكثر من جهة أنها ألقت القبض على القاتل، فيما لا يزال زوجها المحامي عصام الغرياني الذي خطف آنذاك مجهول المصير حتى الآن.

واشتهرت المغدور بها سلوى بوقعيقيص (24 أبريل 1963 - 25 يونيو 2014) بمواقفها الوطنية الداعمة للعملية الديمقراطية ودفاعها اللافت عن قضايا السلم وحقوق الإنسان قبل ثورة 17 فبراير 2011 وبعدها، وكانت تشغل حتى اغتيالها منصب نائب رئيس الهيئة التحضيرية للحوار الوطني الذي يهدف إلى تحقيق مصالحة وطنية شاملة، وكانت عضوًا في ائتلاف 17 فبراير، الجسم الذي كان يُدير شؤون بنغازي وقت الثورة.

وتُعتبر الراحلة سلوى رمزًا من رموز الثورة، بالنظر لكل ما سبق وبالنظر لكونها من مؤسسي المجلس الوطني الانتقالي السابق الذي قاد مرحلة الثورة منذ انطلاقها. وشاركت بوقعيقيص قبيل اغتيالها بساعات في الانتخابات التشريعية، ونشرت على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورًا لها وهي تدلي بصوتها في أحد مراكز الاقتراع في بنغازي، وكان آخر ظهور لها مساء الأربعاء 25/6/2014 قبل اغتيالها بساعات، عبر قناة «النبأ» الليبية الخاصة كشاهد عيان على الاشتباكات التي جرت بين الجيش وما كان يسمى بـ«كتائب الثوار» في محيط منطقة الهواري في مدينة بنغازي.

ونعت الحكومة الليبية المرحومة بوقعيقيص فور ورود خبر اغتيالها، كما نعتها عديد التيارات والشخصيات السياسية الليبية والدولية بينها الأمين العام للأمم المتحدة والخارجية الأميركية والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظَّمات دولية سياسية وحقوقية.

وقالت عنها منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير لها: «كانت سلوى تؤمن إيمانًا لا يتزعزع بالحوار والعملية الديمقراطية كسبيل للخروج من الورطة التي صارت ليبيا إليها، وبوفاتها تلقت الأفكار المثالية الأصلية لانتفاضة 2011 التي خلعت طغيان القذافي ضربة ساحقة جديدة، وفقدت كثيرات من سيدات ليبيا قدوة ومثلاً يحتذى».