Atwasat

3 قصص تكشف معاناة الليبيين خارج الوطن

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 24 يونيو 2016, 10:17 مساء
WTV_Frequency

-حمدي من تاورغاء: أعيش مع أصدقاء الوطن عبر شريط ذكريات وصور على الهاتف الجوال

-مالك من بنغازي: أريد العودة إلى بلادي وأحن إلى قضاء طقوس رمضان في أحضان عائلتي

-محمد من طرابلس: أمي تطالبني بإرسال صورتي لكنني أرفض لأن قلبها سيتحطم إذا رأتني الآن

اضطر ثلاثة شباب ليبيين: حمدي ومالك ومحمد، تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 24 عامًا إلى الفرار من ليبيا إلى أوروبا، واصطحب كل منهم عذاباته في حقيبة سفره، وعلى الرغم من أن اللاجئين الليبيين الثلاثة ظنوا بعد الهجرة إلى القارة العجوز، أنهم تخلصوا وربما أوشكوا على التخلص من فاقتهم، إلا أنهم اكتشفوا صورة مغايرة لتلك التطلعات، لعب نقص الأموال والغذاء دور البطولة فيها إلى جانب المعاملة السيئة التي يتلقونها في المهجر.

ورصد تقرير أعده موقع «ميديل إيست آي» البريطاني واقع «الدراما السوداء»، التي يعيشها الشباب الثلاثة، فمنهم من لاذ بالفرار إلى أوروبا خوفًا من التعرض للقتل والاضطهاد، ومنهم من سافر منذ خمس سنوات للبحث عن حياة أفضل في أوروبا لكنه لم يحقق أي من طموحاته، مؤكدين أن حياتهم كانت أفضل على الرغم من المشاكل التي واجهوها في حياتهم.

ذكريات رمضان

حمدي يبلغ من العمر 18 عامًا من مدينة تاورغاء، خرج مباشرة عقب مقتل معمر القذافي خوفًا من تعرضه للقتل، وقال: «كثير من أهالي المدينة تركوا ليبيا لتعرضهم للاضطهاد. فلم يكن هناك مستقبل لي في ليبيا». وما زال يحمل حمدي ذكرياته وصوره مع عائلته وأصدقائه على هاتفه الجوال، ويعقد مقارنات مستمرة بين رمضان ليبيا ورمضان في مخيم اللاجئين الفرنسي.

وتابع «في ليبيا كان هناك دفء وخيرات، لكن هنا الجو بارد والوجبات باردة وقليلة لا تكفي الجميع، يتقاتل سكان المخيم للحصول عليها، لكنني لا أقاتل للحصول على وجبة، وأفضل أن أخرج دون واحدة». وتذكر أن المرة الأخيرة التي حصل فيها على وجبة ساخنة كانت في ليبيا منذ ثلاث أسابيع قبل انطلاقه في مغامرته إلى أوروبا.

وأجبر أهالي تاورغاء التي ينحدر إليها حمدي على الخروج العام 2011 عقب مقتل معمر القذافي عقب اتهام بعض جنود النظام بارتكاب جرائم حرب. ومكث حمدي لمدة خمس سنوات في مخيم موقت للنازحين في طرابلس، وتعرض للتهميش بسبب خلفيته الاجتماعية، ولم يستطع استكمال تعليمه، ومع استحالة بناء مستقبل له في ليبيا، سافر إلى أوروبا بمساعدة عائلته بعد أن دفع 730 دولارًا ثمنًا للرحلة على أحد المراكب البالية.

وعلى الرغم من أن مدة بقائه في أوروبا لم تتجاوز الشهر، يشكك حمدي في صحة قراره بسبب الصعوبات التي واجهها وهو ما لم يكن يتوقعه.

إخفاء الهوية

أما مالك البالغ من العمر 19 عامًا فيروي هو الآخر قصته، وما تعلق منها بكيفية دخوله أوروبا، وما أجبره على تغيير هويته، لأن السلطات الأوروبية عادة ما تقوم بالإبلاغ عن المهاجرين الليبيين خوفًا من أن يكونوا جزءًا من عصابات التهريب.

وينحدر مالك من مدينة بنغازي واضطر للمغادرة عقب عامين من الحرب الأهلية التي دمرت المدينة وحولتها إلى حطام. وقال: «أخبروني ألا أفصح عن جنسيتي الحقيقية، وأن أعلن أني فلسطيني لأن السلطات في إيطاليا تشتبه في أن أي ليبي يعمل ضمن شبكات تهريب، ولهذا ألقيت بجواز سفري في البحر وأخبرتهم أني فلسطيني، وسجلوني على هذا الأساس».

وعقب عشرة أيام قضاها في إيطاليا تعرض مالك للسرقة على يد مهاجرين مغاربة وتونسيين. يقول مالك بحسب تقرير الموقع البريطاني: «اعتقدت أن الحياة في أوروبا جيدة لكنها ليست كذلك. ليبيا بها الكثير من المشكلات، لكننا نواجه مشاكل أكبر هنا أيضًا. أريد أن أعود إلى بلادي خاصة أننا في رمضان، وتعودت على قضاء طقوس رمضان في أحضان عائلتي».

جنود القذافي

أما محمد البالغ من العمر 24 عامًا، فكان أحد جنود الجيش الليبي إبان عهد القذافي، وبعد ثورة 17 فبراير العام 2011 فر من طرابلس مباشرة، لكنه فشل في بناء حياة جديدة لنفسه بعد خمس سنوات قضاها في أوروبا من دون فائدة أو طائل.

ويقص محمد حكايته قائلاً: «في ليبيا كنت أملك سيارة ومنزلاً وعملاً وأموالاً وحياة. لكن بعد مقتل القذافي كان عليّ المغادرة، لأنني كنت على يقين بأنهم سيقتلونني أيضًا».
ويحمل محمد حقيبة بها هاتف وملابس وهاتف جوال هو كل ما يملكه في أوروبا، وقضى السنوات الخمس الماضية، متنقلاً بين المدن الأوروبية. وقال: «تبعث أمي كثير الرسائل، وتريد مني إرسال صورة لي، لكنني أرفض. سيتحطم قلبها إذا رأتني الآن».

وأوضح محمد أنه لا يريد العودة مجددًا إلى إيطاليا لأنها لا تقدم، حسب رأيه، أي دعم أو مساعدات للاجئين، لافتًا إلى أنه يسعى للحصول على لجوء سياسي في فرنسا، «كل ما أريده هو أن أجد وظيفة عمل مناسبة وأجمع مالاً كافيًا للعودة إلى بلادي. فلا يمكنني العودة خالي الوفاض بعد خمس سنوات هنا».

تشرد وإفلاس

حمدي ومالك ومحمد ثلاثة من بين عشرات اللاجئين الليبيين، الذين وجدوا أنفسهم مشردين ومفلسين في أوروبا دون مساعدة أو مستقبل واضح المعالم، كما أنهم ليسوا الوحيدين، بل يمثلون شريحة واسعة من اللاجئين الليبيين في أوروبا، بينهم «ثوار سابقون يرون الآن أن ثورة 2011 كانت خطأً كبيرًا».

ولا يزال الثلاثة من أكبر مؤيدي نظام معمر القذافي السابق، متهمين العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي «ناتو» بتدمير بلادهم.

وقال محمد ساخرًا «نحن نعيش الحلم الأوروبي» مشيرًا إلى المخيم الذي يضم مئات الخيم يقطنها لاجئون أفارقة وأفغانستان.

وأجرى مراسل «ميدل إيست آي» اتصالات مع السفارة الليبية في باريس، وأبدى موظفوها دهشتهم من وجود ثلاث لاجئين مشردين في باريس، مؤكدين أن السفارة على استعداد لمساعدتهم في العودة إلى ليبيا.

نقلا عن جريدة الوسط، العدد 31، الخميس 23 يونيو 2016. اضغط هنا لتحميل العدد.

3 قصص تكشف معاناة الليبيين خارج الوطن
3 قصص تكشف معاناة الليبيين خارج الوطن
3 قصص تكشف معاناة الليبيين خارج الوطن

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
ضبط شخصين متهمين بالاتجار في الحشيش
ضبط شخصين متهمين بالاتجار في الحشيش
حادث سيارة بالعاصمة طرابلس دون إصابات
حادث سيارة بالعاصمة طرابلس دون إصابات
وصول قطع غيار لصيانة الوحدة الرابعة في محطة كهرباء الرويس
وصول قطع غيار لصيانة الوحدة الرابعة في محطة كهرباء الرويس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم