نشرت جريدة «ذا تايمز» البريطانية على صدر صفحتها الأولى، الخميس، تقريرًا أعده أنتوني لويد من منطقة الوشكة في ليبيا، عن تدمير قوات خاصة بريطانية سيارة كانت معدّة لعملية انتحارية قرب سرت.

وكشف التقرير أن القوات الخاصة البريطانية أطلقت صاروخًا لتدمير مركبة لتنظيم «داعش»، محملة بالمتفجرات في ليبيا هذا الشهر، وأن الهجوم ساعد التشكيلات الليبية على وقف تقدم تنظيم «داعش» نحو مدينة مصراتة الاستراتيجية، بما يعد أول دليل على مشاركة جنود بريطانيين في المعركة ضد «داعش» في ليبيا.

ونسبت الصحيفة إلى القائد الميداني محمد الضراط قوله: «إن وحدتي لا تعمل إلا مع الإنجليز والتقيت شخصيًّا بهم، وقاموا بتدمير مركبتين انتحاريتين كانتا تستهدفان رجالي».

وحاول رجال الكتيبة الهروب من السيارة المفخخة المتجهة على جسر في الطريق إلى مصراتة، حينما دمرها جنود وحدة القوات الخاصة البريطانية. وأضاف الضراط: «إن الأميركان والإنجليز يعملان معًا هنا لمساعدتنا».

وكانت تقارير قد ظهرت في شهر ديسمبر حول نشر جنود من القوات الخاصة البريطانية في ليبيا، بينما جرى تأكيد وجود القوات الخاصة الغربية عبر مذكرة مسربة تحتوي على تفاصيل محادثات بين الملك عبد الله ملك الأردن وشخصيات قيادية في الكونغرس الأميركي في شهر يناير.

وفي الشهر الماضي، تم تصوير شريط للقوات الخاصة الأميركية والبريطانية، وهي تطلق صاروخًا مضادًّا للدبابات من نوع جافلين لتدمير مركبة انتحارية في شمال شرق سرت.

خطط إرسال 1000 جندي
وبحسب الصحيفة الريطانية فإن بريطانيا قامت أيضًا بوضع خطط لإرسال 1000 جندي إلى ليبيا للقيام بمهام تدريبية، إلا أنها لم تتسلم طلبًا حتى الآن من حكومة الوفاق.

ويسعى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، لإبداء عرض حماسه، بأنه يعمل لوقف تدفق الهجرة إلى أوروبا التي ازدادت بفعل الفوضى في ليبيا.

ونظرًا لأن المقاتلين الليبيين في شرق مصراتة ينقصهم العتاد الجيد كي يتمكنوا من التعامل مع تكتيكات «داعش» الفظيعة، ومركباتهم السريعة الحركة المستخدمة في الهجمات الانتحارية، لذلك تلقوا عدة هزائم هذا الشهر. وكان تنظيم «داعش» من موقعه في مدينة سرت يحاول التوسع غربًا على طول الساحل.

وفي يوم 12 مايو في جسر السدادة على بعد 50 ميلاً، جنوب مصراتة، تخلى المقاتلون الليبيون عن مواقعهم في ذعر لدى اقتراب مركبة انتحارية، لكن جنود القوات الخاصة البريطانية من القوات الجوية الخاصة ومن القوات البحرية الخاصة، دمروا المركبة بصاروخ من نوع جافلين، مما أتاح الفرصة أمام المقاتلين الليبيين لإعادة تجميع صفوفهم.

ويوم أمس أدعى نواب بريطانيون أن القوات الخاصة قد استخدمت في أدوار عسكرية تقليدية، حتى يمكن تفادي الحاجة لموافقة البرلمان.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، كريسبن بلانت: «الاتفاقية بعدم التعليق على عمليات القوات الخاصة، أو الحصول على موافقة البرلمان، سوف تتعرض للتقويض إذا تم استخدام القوات الخاصة كقوة عسكرية تقليدية».

وقالت وزيرة الدفاع بحكومة الظل العمالية، إيميلي ثورنبيري، إنه لدى نشر القوات الخاصة في دور قتالي «شبه تقليدي» إذن «من الواجب أن يكون هناك نوع من التمحيص البرلماني للاستراتيجية المتعلقة بنشر هذه القوات».