حذرت جريدة «ديلي تلغراف» البريطانية من إرسال ألف جندي بريطاني إلى ليبيا، وقالت إن هذه القوة البريطانية لن تساعد في إعادة الاستقرار، بل ستؤدي إلى جذب مزيد من المقاتلين المتشددين من داخل ليبيا وخارجها لمحاربة «قوات حفظ السلام الكافرة».

واعتبرت الجريدة البريطانية أمس الثلاثاء إرسال جنود بريطانيين إلى ليبيا، حيث الفوضى والفراغ السياسي والأمني، تضحية لأنهم سيكونون بمثابة «كبش فداء»، مضيفة أن الوضع سيشبه ما حدث في ولاية هلمند الأفغانية حيث بالكاد استطاعت القوات البريطانية الحفاظ على حياتها.

وتقضي الخطة البريطانية التي تبحثها بريطانيا بإرسال ألف جندي إلى ليبيا كجزء من قوات أوروبية مشتركة لحفظ السلام لمساندة حكومة الوفاق الوطني، على أن تقوم تلك القوات بإنشاء «منطقة خضراء» وسط العاصمة طرابلس، مثل تلك الموجودة في بغداد، للسماح للحكومة البدء في مهامها، وتصر الحكومة البريطانية أن تلك القوات لن تشارك في مهام قتالية وستكون مقتصرة على مهام التدريب فقط.

جريدة «ذا تلغراف» تدعو الدول الإقليمية مثل مصر إلى المشاركة بفاعلية في الحرب ضد «داعش».

ورأت الجريدة أن حكومة الوفاق ضعيفة وغير قادرة على فرض سيطرتها، ولا يمكنها إقناع الأطراف المتنازعة بالسماح لها بالدخول من تونس، خاصة أن ليبيا تزخر بالمقاتلين المتشددين وعصابات تهريب البشر.

ولهذا قالت إن أي خطط لإرسال قوات أجنبية إلى ليبيا يجب أن تكون مدروسة جيدًا لمنع تحويل كامل ليبيا إلى منطقة تحت سيطرة «داعش»، ويجب أن يكون بطلب من حكومة ليبية معترف بها دوليًا، ويعتمد على قوة واستراتيجية فعَّالة، لأن إرسال قوة من ستة آلاف جندي فقط لن يكون كافيًا في دولة حجمها خمسة أضعاف حجم فرنسا. ورأت الجريدة أن الدول الإقليمية مثل مصر يجب أن تشارك بفاعلية في الحرب ضد «داعش».

وكان أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم حذروا من إرسال جنود إلى ليبيا سيكون كارثيًا، لأنه يحول الجنود إلى هدف لهجمات تنظيم «داعش»، إضافة إلى هجمات التشكيلات المسلحة الأخرى المعارضة حكومة الوفاق الوطني.