Atwasat

سفير فوق العادة في (سيشل)

محمد عقيلة العمامي الأربعاء 25 مارس 2015, 09:28 صباحا
محمد عقيلة العمامي

فكرت أن أخدم وطني على طريقة السيدة عضو مجلس النواب! رأيت أن أرفع طلبا لتعييني سفيرا (على غير العادة) في جزر سيشل، وذلك لجملة من الأسباب أهمها: تناسب حالة الناس الاقتصادية في تلك الجزر مع الحالة المالية الحالية لليبيين، وثانيا لطبيعة المكان، وأيضا لتشابه السلوك بين مواطني البلدين! وبصراحة لأنني أعشق البحر والحوت، أعني السمك.. خصوصا المرجان!

الأسباب في اختيار هذه الجزر كثيرة منها:- أن القذافي استقبل السيد جيمس ميشيل رئيس جمهورية السيشل يوم 10/4/ 2010م وتم، فيما بعد، توقيع اتفاق تعاون سياحي بين البلدين ولا أظن أنه فُعّل حتى الآن!- أقرب بلد إلى جزيرة من تلك الجزر، التي تبلغ 115 جزيرة، يفصلها بحر(غويط) ومترامي الأطراف، بمسافة 1600 كيلومتر- يعني المسافة من امساعد حتى جسر السداده، القريب من مصراته، والمنتصب في وسط صحراء جرداء، من دون سبب واضح لبنائه!. طول هذه المسافة تمنع، بالتأكيد، عادتنا في تعليق أخطائنا على مشاجب جيراننا.

ثم أن الهروب من تلك الجزر أمر مستحيل، ولذلك نفى الإنجليز المرحوم سعد زغلول، وكذلك الأسقف (مكاريوس) رئيس جمهورية قبرص هناك سنة 1956م. - أن تعداد سكان تلك الجزر لا يتعدى واحد وثمانين الف نسمة؛ وهم يقولون: أنهم لا يحتاجون إلا لسقف فقط - إنشا لله زينقو- يحميهم من الأمطار والأرواح الشريرة! فحالة الطقس رائقة طوال العام.

- تلك الجزر كانت ملاذا للقراصنة حتى وصول الفرنسيين إليها سنة 1770م، ثم صارت محطات لنقل العبيد إلى أوربا، ولذلك ظل الرق منتشرا حتى سنة 1835م وبسبب ذلك صار(السيشيليون) خليطا من عدة أجناس وأعراق مختلفة، لدرجة أنه عندما يولد طفل لا يسألون عن عرقه، أو جنسه ذكرا كان أم أنثى، وإنما عن لونه: أبيض، أو أسود، أو خلاسي أو (شوكولاطينو)! - وهم لا يحبون العمل كثيرا، فالفاكهة تكتنز وتنضج حتى تقع على الأرض ولا تحتاج إلا لمن يلتقطها ويأكلها، والسمك يصطادونه، كما تقول أغنية ليبية قديمة،" بلا شباك ولا صناره"!

ومما قرأت عن جمهورية سيشل، أن أسرة تضم عشرة أطفال، وبدخل قدره 100 $ يأكل أفرادها جيدا، ويرتدون ملابسَ نظيفة للمدرسة والكنيسة أيضا!

- ومما قرأت عن جمهورية سيشل، أن أسرة تضم عشرة أطفال، وبدخل قدره 100 $ يأكل أفرادها جيدا، ويرتدون ملابسَ نظيفة للمدرسة والكنيسة أيضا! ولذلك يقول الرحالة أنها:" أجمل دار للفقراء في العالم".

- ومواطنو سيشل لا يهتمون كثيرا بالوقت حتى أنها البلد الوحيد الذي تدق ساعة كاتدرائية أكبر جزره(ماهيه) مرتين على رأس الساعة الواحدة! المرة الأولى للتنبيه عن الساعة والثانية لتذكير من فاتته الدقة الأولى!

- وعندما حكمها الفرنسي السيد" كيو دي كونيس"، قبل أن تصبح مستعمرة إنجليزية سنة 1814م كان يرفع العلم البريطاني إن وصلت سفينة انجليزية، وبمجرد أن تقترب سفينة فرنسية ينزله ثم يرفع العلم الفرنسي، ويترك البلاد من دون علم إن وصلت سفينتان في آن واحد، وهذا- كما يقال- أمر بعيد الاحتمال!

- سيشل أصبحت جمهورية مستقلة منذ يوم 21 يونيه 1976م .

- جمال سيشل يثير الذهول! قال عنها قسيس:" أن سيشل والجنة يتمتعان بشيئين مشتركين؛ كلاهما جميل، والجميع يريد الذهاب إليهما!".

ولأنني مقتنع أنها مكان مناسب للهجرة، على الأقل مؤقتا، فإنني" أتطوع " لدراسة الفكرة وزيارة المكان وإعداد الترتيبات اللازمة لاستقبال من يريد أن ينعم بالهدوء والاستقرار، ويعلم أطفاله السباحة وصيد السمك– وهي مهنة (كنت) أجيدها تماما - ويعلمهم أيضا، الحروف الأبجدية للغة العربية، و(الكربولية)، والفرنسية، والإنجليزية- وهي بالمناسبة- تخصصي! وهكذا كما ترون أخوكم مناسب ومؤهل لهذا العمل الوطني الجبار!. وأقترح أن تشكل لجنة تمثل الأطراف المتناحرة كافة - من دون استثناء- لمرافقتي، لإعداد تقرير عن المكان، فيما يأخذ الفرقاء راحتهم في الحوار والنقاش!

وأنا أرفع إليكم هذا المقترح، منوها أن جيراننا بدأوا يضيقون فعلا "بضيق خلوقنا" و"عصبيتنا" المبالغ فيهما.. وأيضا بنفاد مدخراتنا، وفوق ذلك كله أن النازحين، فقدوا صبرهم من ازدراء رجال قنصليات، وسفارات دولة ليبيا، لهم. والدبلوماسيون يعللون الحالة، أنه يصعب كثيرا إرضاء المواطن الليبي، خصوصا عندما تخنقه العبرة، وضيق ذات اليد، فيما يرى من كانوا أكثر منه اختناقا، ولا يملكون إلاّ الستر، يتبارون بملء الفضاء العالمي بقنوات(ليبية) صارت تتكاثر كالفطر! فيما يعلل الغاوون الذين يتبعون صناع القرار أن الليبيين، خصوصا الجرحى والنازحين، لا يقدّرون حجم العمل الذي ينجزه السادة صناع القرارات طوال النهار.. والليل أيضا! أنا أقول لكم أن "جزر سيشل" هي الحل. أفيدوني، أفادكم الله، لمن أرفع طلبي هذا؟ لأي حكومة؟ أو لأي مليشيا؟ أو لأي مجلس؟ أم إلى السيدة عضو النواب؟