Atwasat

معلومات متقاطعة

محمد عقيلة العمامي الأربعاء 29 أكتوبر 2014, 11:59 صباحا
محمد عقيلة العمامي

(1)
كتبت زوجة إلى باب مشاكل القراء، تشكو زوجها. قالت: «العيال يظلون حتى النهاية عيالاً، (عيلي) أنا تجاوز ستين عامًا وما زال يلهث وراء النسوان!! بالله عليك، هل لديك حل لهذه المشكلة؟ «أجابتها رئيسة تحرير الباب: «لا تقلقي، كلبي الأثير يطارد السيارات على الدوام، ولكن لو أمسك بواحدة منها، سيقف أمامها مجرد كلب! لا يعرف ماذا يفعل بها؟ هل عمرك رأيِتِ كلبًا فتح باب سيارة، بمفتاحه! وركبها؟ دعيه يلهث»!

يقول الباحثون إنَّ حالة الطقس تؤثر كثيرًا في صحة الإنسان، وعلى نفسيته، وبالتالي سلوكه. وإن حرارة الجو والضغط مؤثران مهمان للغاية. الإحصاءات تقول: إن الأطفال -الصغار والمسنين أيضًا- يسيئون التصرف في الأيام الرطبة الحارة، وكتبة الدواوين تكثر أخطاؤهم في الأيام الضبابية، ولقد فسروا هذه الظواهر بتأثير الطقس على تكوين الناس الفسيولوجي.

أما أخطر ما ورد من معلومات حول علاقة الطقس بالسلوك الإنساني هو أنَّ جرائم العنف والجنس تكثر في أشهر الصيف خصوصًا (يوليو وأغسطس) بل أثبتت الدراسات أنَّ الجرائم في مناطق أوروبا الجنوبية، وهي الأكثر حرارة، ضعف الجرائم التي ترتكب في شمال أوروبا! وقد نضيف، من باب توزيع الحرارة وشدتها من منطقة إلى أخرى أشهرًا أخرى، كالشهر الذي يسبق يوليو، والآخر الذي يلي أغسطس! ثورات الربيع العربي اندلعت في هذه الأشهر باستثناء ثورة الياسمين، ومعظم الحروب الدموية، والصراعات المسلحة تفاقمت في هذه الأشهر، ولعل (حرب) مطار طرابلس تؤكد هذه الفكرة.

حالة الطقس تؤثر كثيرًا في صحة الإنسان وعلى نفسيته، وبالتالي سلوكه

(2)
المورسكيون هم المسلمون الأندلسيون الذين أُرغموا على اعتناق المسيحية، أو تظاهروا بذلك تفاديًا للقمع والتنكيل، الذي قامت الكنيسة بعد سقوط غرناطة سنة 1570م ليصل الأمر ذروته بنفيهم جميعًا سنة 1609م، كانت محاكم التفتيش تتعقبهم وتتلصص عليهم، حتى بعد أن تنصَّروا وعمَّدوا أطفالهم! وكانت النظافة وكثرة استهلاك المياه مؤشرًا يؤكد أنَّهم ما زالوا على دين الإسلام! فالمسلم يتوضأ خمس مرات في اليوم، ويقلع جنابته بانتظام أيضًا!

التاريخ يقول لنا إنَّ (الموت الأسود) انتشر في أوروبا وحصد من البشر أكثر مما حصدت قنبلة هيروشيما الذرية، ففي حي من أحياء لندن وُجِدت خمسون ألف جثة ملقاة على الأرض! ويقول المؤرخون إن الطاعون، هذا الموت الأسود قضى على 80% من سكان مدينة مرسيليا! ومما ساعد على انتشار الطاعون أن الوسائل الصحية كانت حينها بدائية، فالاستحمام نادرًا، فلا أحد يفكر في خلع ملابسه الداخلية الصوفية وغسلها إلاّ إذا اعتدل الجو وغمره الدفء، يعني الاغتسال من عام إلى عام!! ولم يتغير الأمر إلاّ مع دخول أوروبا مرحلة عصر النهضة.

نسيت أن أقول لكم إن الطاعون اجتاح أوروبا سنة 1348م ولم يصل الأندلس قط ولعل ذلك، بسبب روح النظافة والاغتسال الذي فرضته قواعد العبادات الإسلامية!

(3)
الموسيقار بتهوفن (1770 – 1827) الذي أبهرت موسيقاه العالم كان نموذجًا للفوضى والقذارة، القمل يمرح في شعره وملابسه وفراشه، وكان لا يستحم ولا يغير ملابسه، وكان مهووسًا بالفتيات الجميلات، يطاردهن في الشوارع، وكثيرًا ما كان يهان منهن، كأن تنصحه إحداهن أن يذهب أو يستحم، أو تقبض على أنفها بالسبابة والإبهام، مبتعدة عنه بسبب روائحه الكريهة!

(4)
الروائي الإيطالي الكاثوليكي الشهير (ألبرتو موافيا) يؤكد أنَّ الديمقراطية أخذها الغرب من العرب، من الإسلام تحديدًا، وقد وصلت إلى أوروبا خلال عصر النهضة.

وهو بالتأكيد يقصد فكرة الشورى. يعني غير المسلمين يعتبرون الديمقراطية ابنة الشورى، يعني امتداد لها. ونحن نكفر الابنة التي صارت على طريق ومبادئ أمها. إنهم يقولون إننا أصل الحرية والمجتمع المدني ونحن نقول لا نحن لسنا أصلاً إلاّ لأنفسنا!

(5)
رحم الله الشاعر عبدالوهاب البياتي الذي قال:
توحد الواحد في الكل
والظل في الظل
وولد العالم من بعدي ومن قبلي
***