Atwasat

داعش سيقطع رؤوس الجهاديين السلفيين قبل حفتر

عمر الكدي الإثنين 27 أكتوبر 2014, 11:14 صباحا
عمر الكدي

قُتل زعيم تنظيم أنصار الشريعة ببنغازي محمد الزهاوي بطريقة شنيعة، فقد كان يتوقع أن موته سيكون على يد قوات اللواء حفتر، ولم يتوقع أن يكون من طرف حلفائه تنظيم داعش، وبالتحديد كتيبة البتار بدرنة، ووفق مصادر مقربة من أنصار الشريعة، فقد استقبل الزهاوي وفدا من كتيبة البتار في مزرعة بمنطقة القوارشة ببنغازي، وخلال الاجتماع طلب الوفد من الزهاوي مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، ولكن الزهاوي رفض بشدة فقرروا إقامة الحد عليه بقطع رأسه، وتقول المصادر أن الزهاوي استقبل القرار برباطة جأش، وطلب منهم أن يمهلوه ليصلي ركعتين، فقالوا له لا جدوى من ذلك فأنت كافر ولا معنى لصلاتك، وفي دقائق كان رأسه مفصولا عن جسده.

لو اختار الزهاوي طريقة سلمية للدعوة لتطبيق الشريعة لما رفض أحد تنظيمه، فالسلفيون في مصر سيكونون ممثلين في مجلس الشعب، حتى وهم يخططون لتطبيق الشريعة الإسلامية إذا فازوا بالانتخابات.

بدأ تنظيم أنصار الشريعة بطريقة مثالية، وبالرغم من حمل أعضاء التنظيم للسلاح، إلا أنه لم يعتدِ في البداية على أحد، وساهم بطريقة فعالة في حماية المراكز الحيوية ببنغازي، ومن بينها مستشفى الجلاء، ومحاربة مروجي المخدرات والخمور، ولكن السلاح بالتحديد هو الذي جعله يتحول إلى الإرهاب، فاختفى أعضاؤه من أمام المراكز الحيوية التي كانوا يحمونها، وبدأت حملة اغتيالات طالت الضباط المتقاعدين في الجيش والشرطة، والناشطين والإعلاميين، كما أصدر بيانات مثيرة للجدل تدعو إلى تطبيق الشريعة بقوة السلاح، لو اختار الزهاوي طريقة سلمية للدعوة لتطبيق الشريعة لما رفض أحد تنظيمه، فالسلفيون في مصر الذين يحملون نفس الآيديولوجية سيكونون ممثلين في مجلس الشعب، حتى وهم يخططون لتطبيق الشريعة الإسلامية إذا فازوا بالانتخابات.

بعد تحوله إلى الإرهاب حاول الزهاوي إقامة تحالفات مع متشددي درنة، وهو يعلم أنهم يؤمنون بآيديولوجية أكثر تطرفا من آيديولوجيته، وأن أي شخص لا يبايع زعيمهم يُقطع رأسه على الفور، وخاصة إذا تواجد بالبلاد أكثر من زعيم، وستتولى قطع رؤوس زعماء التنظيمات المتشددة إذا رفضوا مبايعة البغدادي، ولا أدري إذا وصل هؤلاء المتشددون إلى المفتي الصادق الغرياني، فهل سيبايع طائعا أم يفضل مصير الزهاوي، وحتى وسام بن حميد قائد درع ليبيا 1، فر من بنغازي إلى مصراته التي دفن بها الزهاوي خوفا من نفس المصير، بالرغم أنه لا يمثل الجماعات المتشددة، مثله مثل بوكا العريبي قائد درع ليبيا 2 الذي لم يؤمن بأي آيديولوجيا منذ وقوفه في البوكا يغير زيوت السيارات.

مقتل الزهاوي بهذه الطريقة سيعجل بقيام الحرب بين التنظيمات المتشددة.

لم يصدر حتى الآن نعي من الصادق الغرياني يترحم فيه على محمد الزهاوي، الذي أصدر دفاعا عنه وعن تنظيمه عدة بيانات، وخاصة بعد أن صنفت الحكومة تنظيم أنصار الشريعة منظمة إرهابية، كما أن الإخوان المسلمين الذين دفعوا الزهاوي إلى التحول إلى الإرهاب لم يصدروا نعيا في حقه، وهم يمارسون لعبتهم القديمة في استغلال حلفائهم إلى آخر رأس تقطعه داعش، إلا أنهم أكثر مكرا من الزهاوي عندما تبرأوا من تنظيم داعش، وتبرأوا أيضا من بيان الزهاوي المثير للجدل.

ترى بماذا فكر الزهاوي قبل أن يفصلوا رأسه عن جسده؟ لعله فكر في ليالي المرسكاوي ببنغازي، وفي الحياة الآمنة التي كانت تعيشها المدينة، وربما فكر في الشواطيء والأسواق الشعبية، والمقاهي وأحاديث المدينة الساخرة قبل أن تتحول إلى حفرة من الدماء.

مقتل الزهاوي بهذه الطريقة سيعجل بقيام الحرب بين التنظيمات المتشددة، وربما قبل أن يصل الجيش الوطني إلى درنة تكون الحرب قد قامت بين التنظيمات التي أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، والتنظيمات القريبة من أنصار الشريعة، التي ستحمل قميص الزهاوي مثلما حمل غيرهم قميص عثمان، بينما يدعو سكان بنغازي ودرنة "اللهم أجعل كيدهم في نحرهم".