Atwasat

تأملات في اللغة الداعشية

عمر الكدي الأحد 28 سبتمبر 2014, 03:14 مساء
عمر الكدي

على الرغم من أن اللغة الداعشية تطورت عن اللغة العربية، إلا أنها تتكون من أربعة وعشرين داعشًا؛ حيث ألغي حرف الذال، والظاء، والسين، والكاف، فمثلاً تنطق كلمة سمك «سمش» مثلما تنطق في اللهجة العراقية، مما ترتب عليه تغيير اسم أمير تنظيم «داعش» من أبوبكر البغدادي إلى أبو بشر البغدادي.

إلغاء حرف السين جعل الداعشيين يطلقون السلام بصيغة مختلفة فيقولون «الشلام عليكم»، بعد استبدال حرف السين بحرف الشين، وفي نشرة أخبار «داعش» تسمع أخبارًا مثل: الدولة الإشلامية في العراق والشام تندد بالقصف الأمريشي على البوشمال، بينما تسمع الخبر نفسه في الإذاعات الأخرى، وهو يقول: الدولة الإسلامية في العراق والشام تندد بالقصف الأميركي على البو كمال، وأحيانًا تسمع خبرًا في إذاعة «داعش» يقول «قطع رأش رهينة أمريشي وآخر شويشري»، كما أدى حذف هذه الحروف واستبدالها بأخرى إلى سوء فهم خاصة في الأسواق بين العامة، عندما يطلب أحدهم من البائع «زيت الشمشم»، أو «شعش» أي كعك، أو «شيلو خش» أي كيلو خس، «وربطة بقدونش»، ولم يؤد حذف حرف الذال إلى كثير من سوء الفهم، ففي معظم اللهجات المحلية ينطق الذال دالاً.

وفي النحو الداعشي تتكون الجملة من اسم ودعش أي فعل، وتجمع أدعاش، وإذا بدأت الجملة بداعش وإخوانه يرفع الاسم وينصب الخبر، مثلما في كان وأخواتها، فالداعش يرفع الاسم بحد السيف، وينصب كمينًا مسلحًا للخبر، أما داعشة وأخواتها فتنصب الاسم وترفع الخبر، تنصبه على خازوق وترفعه على المشنقة.

وكما في العربية التي يوجد بها أسماء مصروفة وأخرى ممنوعة من الصرف، فتوجد في اللغة الداعشية مثل هذه القاعدة، ولكن يطلق عليها «أشماء منطوقة وأخرى ممنوعة من النطق»، وتشمل الأسماء الممنوعة من النطق «الديمشراطية، والليبرالية، والانتخابات، والتفشير أي التفكير، وحقوق الإنشان، وحرية، والمشاواة بين النشاء والرجال».

كما تخلو اللغة الداعشية من نون النسوة، وتكتب التاء المربوطة مفتوحة، كما ألغيت الألف المقصورة، ويوجد بهذه اللغة لا النافية للجنس والحب والحياة، بالإضافة إلى لا النافية للتفكير والتأمل، ويشير فقهاء اللغة الداعشية إلى أن الأصل في «لا» هو نفي كل شيء، كما توجد بهذه اللغة كلمة «دعشة» وهي تشبه كلمة «فد» في اللهجة العراقية، أو كلمة «الهني» في لهجة شرق ليبيا، وهي كلمة لها استخدامات كثيرة، ويتغير إعرابها حسب استخدامها، لدرجة أن أكبر فقهاء اللغة الداعشية «دعشويه» قال «أموت وفي نفشي شيء من دعشة».

ولأن عددًا كبيرًا من متطوعي داعش جاءوا من أوروبا خاصة فرنسا ولا يجيدون اللغة الداعشية، فقد سمح لهم باستبدال حرف الراء بحرف الغين، فيقول أحدهم وهو يتذكر باريس ومرسيليا «سنفتح باغي ومغسيليا ديكوغ».
ومن المقولات الرائجة في اللغة الداعشية «داعش في شل مشان»، و«لا داعشية من دون مؤتمرات دعشية»، و«من لم يتدعش خان»، و«الطفل تربيه داعش»، و«داعشة تحيض وداعش لا يحيض»، و«الدجاجة تبيض ودعشار لا يبيض»، والدعشار هو عملة داعش وكل دعشار يساوي نصف ليرة سورية.

وعلى الرغم من منع الغناء والموسيقى في دولة داعش، إلا أن أمير الدولة أبو بشر البغدادي سمح لأم دعوش بالغناء لمساهمتها الكبيرة في جهاد النكاح، خاصة بعد أن اشتهرت أغنيتها «هات عينيش تسرح بدنيتهم عيني»، كما سمح لشعبولا بمواصلة غنائه خاصة أغنيته «بأحب داعش وباكره إسرائيل»، ومن بين الأسماء التي منعت في دولة داعش «عبد الرسول، عبدالنبي، عبدالحسين، سحر، فتنة، بوسي، وناهد».

في دولة داعش غيرت جميع أسماء الأشهر وأصبحت على النحو الآتي: دعشاير، دعراير، دعمارش، دعريل، دعشايو، دعشونيه، دعشوليو، دعطشطش، دعشمبر، دعشوبر، دعفنبر، ديشمبر.