Atwasat

عواقب خطف السفير الأردني على ليبيا

عمر الكدي الخميس 17 أبريل 2014, 03:10 مساء
عمر الكدي

أوضح مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي، في لقاء مع قناة "ليبيا لكل الأحرار"، أن بعض أعضاء المؤتمر الوطني العام يعرفون خاطفي السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان، وأنهم متعاطفون مع الخاطفين، ودعا الدباشي هؤلاء الأعضاء بالكشف عن الخاطفين ومواجهة الحقيقة من أجل وطنهم.

هذه هي الحقيقة المرة التي يرفض الليبيون تجرعها، فبعد أكثر من خمسين سنة من آخر انتخابات برلمانية، خرج الليبيون لينتخبوا أكثر الإسلاميين المتطرفين، الذين سيطروا بالترهيب والترغيب على المؤتمر الوطني، كما سيطروا على مفاصل الأجهزة الأمنية والدفاع، وهؤلاء لا تعنيهم ليبيا لا من قريب ولا من بعيد، ما يعنيهم هو الثأر من كل من ساقهم إلى السجون، سواء كانوا من رجال الشرطة أو الجيش أو القضاء، بالإضافة إلى تحقيق مخططهم بفرض تصورهم للدولة بقوة السلاح، بالضبط كما فعل القذافي، وبخطف السفير الأردني ينتقلون إلى مرحلة جديدة يجبرون من خلالها كل الدول التي يوجد بها سجناء ليبيون على إطلاقهم، مقابل إطلاق من يخطفونه في ليبيا سواء كان سفيرًا أو دبلوماسيًا.

وأكدت مصادر خاصة أن المكان المرجح الذي يوجد به السفير الأردني هو مدينة صبراتة، التي احتضنت مبكرًا تنظيمًا يقوده الراحل مفتاح الدوادي، الذي قتل في حادث طائرة الأنطونوف، التي سقطت قرب قرنباليه في تونس، ولأن محمد سعيد الدرسي المسجون في الأردن منذ سبع سنوات، والذي يخطط المتطرفون في ليبيا من أجل مبادلته بالسفير الأردني، ليس له أقارب في طرابلس، وقبيلته الدرسة موجودة بالجبل الأخضر وبنغازي، فقد تم الاعتماد على التنظيمات المتطرفة الموجودة في طرابلس وصبراتة لخطف السفير الأردني، مع ترجيح أن يكون قياديان من بنغازي شاركا في التخطيط وتنفيذ الهجوم.

وكان حادث خطف خمسة دبلوماسيين مصريين، بعد إيقاف أبو عبيدة الزاوي في مصر، ورد السلطات المصرية بإطلاق سراحه فورًا، نبه الجماعات المتطرفة إلى اعتماد هذا الأسلوب، وبعد أسابيع من خطف الدبلوماسيين المصريين نجحوا في خطف السفير الأردني، الذي وقف بكل جهده مع الثورة الليبية، عندما حضر إلى بنغازي في بداية الثورة، ولم يدخر جهدًا في توفير ما يحتاجه الثوار، خاصة بعد إرسال الأردن مستشفيين ميدانيين، واستقبالها مئات الجرحى الليبيين، فكان جزاؤه جزاء سنمار مثله مثل السفير الأميركي.

قد تنجح المفاوضات في إطلاق السفير الأردني، سواء بمبادلته بإرهابي حاول تفجير مطار الملكة علياء العام 2006، الذي سيستقبل استقبال الأبطال عند عودته، مثلما استقبل عبدالباسط المقرحي، أو من خلال التدخل العشائري بين قبائل من أصول ليبية تعيش في الأردن مع قبائل شرق ليبيا، إلا أن الأردن سيقفل سفارته في ليبيا، وهكذا ستتعطل مصالح كثير من الليبيين، خاصة الذين يتابعون علاجهم هناك، وستتردد دول كثيرة في استمرار فتح سفاراتها في بلد يتعاطف فيه أعضاء السلطة التشريعية مع خاطفي الدبلوماسيين، ويمتنع مسؤولون في الأمن والدفاع عن متابعة ملفات المخطوفين، لأنهم ينتمون للتنظيمات المتطرفة نفسها.

ولا أدري لماذا اختار صالح المخزوم النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني هذا التوقيت، لإقناع سفير كوريا الجنوبية بعودة الشركات الكورية لاستكمال مشاريعها المتوقفة في ليبيا، وهو يعلم أنه لا يستطيع حماية مهندسي وعمال هذه الشركات، ومن حسن حظ كوريا الجنوبية أنه لا يوجد بها متطرف ليبي مسجون، وإلا لكان السفير الكوري خطف مثله مثل السفير الأردني.