Atwasat

الاتفاقُ الصخيري الشعيبي الليبي السريالي!

أحمد الفيتوري الثلاثاء 21 يونيو 2016, 12:55 مساء
أحمد الفيتوري

والأغنياءُ ينتظرون مواسم الاصطياف
والفقراءُ ينتظرون الثورة
والثوار ينتظرون نتائج السحب...
وأنا أنتظر الجنون:
فبعد أن صار العميلُ والخائنُ والجاسوس
واللصُ والمهربُ والمزوّر
واللوطي والقوادُ والعاهرة
وسماسرةُ الأغذية الفاسدة والمخلفات الكيماوية
وتجارة الأعضاء البشرية والجغرافية والتاريخية والقومية
لا يتحدثون إلا عن الوطن وهموم المواطن
والمقاومة والاحتلال وعار الاحتلال
فعن ماذا نتحدث نحن الكتاب والشعراء
عن الحمى القلاعية وجنون البقر؟
• الشاعر محمد الماغوط

هل ثمة سيناريو مسكوت عنه للفيلم المعروض «اتفاق الصخيرات»؟

تابعتُ بعدم اكتراث تصريح الوالي العثماني لإيالة طرابلس الغرب معيتيق معيتيقة ما مفاده: قصفُ درنة صعب السكوت عنه ويعصف بالوفاق، حسبما أورد موقع ليبيا المستقبل. وتذكرتُ عندها أمر «أمير التكفيريين» الصادق الغرياني بأن ما بعد سرت غزوة بنغازي، وتداعت الذاكرة المثقوبة ورأيت فيما رأيت أحمد القره مانلي في غزوة درنة بصحبة قوة بقيادة ضابط الجيش الأميركي وليام ايتون، يهاجم شرق ليبيا ويغزو مدينة درنة التي سقطت في يد القوة الغازية ورفع علم الولايات المتحدة على قلعتها، وبذلك اعتبرت أول قطعة أرض تحتلُها الولايات المتحدة في تاريخها.

يا إلهي ما هذا الفيلم السريالي الذي يُعرض الساعة على الساحة وفي المسألة الليبية تحت عنوان «اتفاق الصخيرات»؟، من كان باستطاعته خلق هكذا مونتاج لهكذا فيلم الأطراف التي أعدتهُ على عجل لا تُجيد الطبخ السياسي وليست خبيرة في أيما شيء غير «دق الحنك» في السياسة وهلم جرا؟، وبعد تلوك مُصطلحات كما مُخرجات الاتفاق التي الساعة تلوح كرايات حرب مستجدة ومُستعرة: «غزوة سرت»، «غزوة بنغازي»، «غزوة إجدابيا»، «غزوة درنة»، شرق إيالة طرابلس الغرب ثمة غبار حرب تلوح في الأفق، فهل هذه هي مخرجات «الوفاق الوطني»؟، وهل أن الرعاية الأميركية الأوربية قد حققت أهدافها بإعادة السراج إلى بيت الطاعة باعتباره الابن الضال، وأن المُخرجات عند الرعاة تعني غير ذلك: فخار يكسر بعضه؟.

هل ثمة سيناريو مسكوت عنه للفيلم المعروض «اتفاق الصخيرات»، هو جزء ثاني تحت عنوان «الخطة باء» وهو الجزء الأهم في جبل ثلج المسألة الليبية؟، هل أن العويل ما علا مُؤخراً حول التدخل الخاطئ للحلف الأطلسي في مارس – أغسطس 2011 في ليبيا، سيتم تصحيحهُ بتدخل يُعدل الاعوجاج الحاصل في البلاد نتيجة للخطأ الأطلسي الأول وذلك بدفع ودعم «جيش فجر ليبيا» الذي يُحقق الانتصارات لتحقيق الوفاق ويا بلد ما دخلك شر؟، هل أن «خطة باء» تعني تحقيق الوفاق الوطني بالقوة؟، وهل ما يعنيه «إعلان عقيلة صالح» النفير العام يمكن تفسيره كإجراء استباقي لما هو قادم لا محالة؟، هل ستبدأ مأساة ليبيا وأن مشهدها السلمي من «اتفاق الصخيرات» مشهد خادع من مُخرج حذق يعلمهُ الله؟.

الحربُ تدقُ أرجلها بقوة على الأرض منذ 2014 و«اتفاق الصخيرات» المُؤجج الإضافي كما مسحوق سحري باطني يُظهر غير ما يبطن؟

الحربُ تدقُ أرجلها بقوة على الأرض منذ 2014 و«اتفاق الصخيرات» المُؤجج الإضافي كما مسحوق سحري باطني يُظهر غير ما يبطن؟، هل احتجنا إلى طاولة كسر في الصخيرات كي نحصل على نفير التأجيج الحاصل الساعة؟، هل لهذا «خرف شعيب» شعيب الليبي الأبله من كان ينتظر من الوفاق الوطني السلم فإذا برايات الحرب والنفير «اتفاق الصخيرات»؟ ما هذه النتيجة السريالية لأحلام هذا الشعيب الصغير المسكين؟، هل اتخذ من «اتفاق اليمن الوطني» النبراس وما نتج عنه من تحالف عربي للسلم؟، «وما فيش حد أحسن من حد»: في العراق وسورية التحالف الدولي وفي اليمن التحالف العربي وفي ليبيا التحالف الإسلامي!...
ما صوفيا هذه المُتبرجة بالبوارج الغربية على الشواطئ الليبية التي فجأة انبثقت بـ«الوفاق الدولي» تتبرجُ كما القرار 1973، ولا أحد يثيرهُ هكذا تبرج صارخ في البحر المتوسط حتى الإمبراطور السوفيتي «بوتين» ولا حتى «أمير التكفيريين»؟.

لماذا غدت فجأة الصحراء الليبية الكبرى جالبة الهجرة، والبحر الليبي مرتعاً للقروش ومكباً للجثث الأفريقية كما لم تكن؟...
أي فيلم جنون هذا الذي يُعرض في الشمال الأفريقي في إمبراطورية الرمال: ليبيا ما بعد القذافي من كان أمير الجنون لأربعين عاماً وبطل العالم في أفلام ريغان؟...
هل هذا من لُزوميات الصخيرات؟...

داعش فيلم هوليوودي في الختام، كما انبثق فجأة كما كلام ليل يختفي بغته، فما هو الفيلم القادم؟...
لكن لنقل إن ما أكتب أيضاً تخرصات صائم وكوابيس نهار قائظ، فلا أحد حتى المخابيل يريد أن يحصل ما يحصل، ولا أن يؤول الوضع الليبي إلى ما يحث إليه الخطى بفضل الحوار الوطني النجيب واتفاق الصخيرات للوفاق الوطني الأكثر نجابة، وما أتمناه في هذا الشهر المبارك أن تذهب تأويلاتي أدراج الرياح، وكذا ما يُخطط له المُخططون، وفُقهاء الاستراتيجية الحُرفاء...