Atwasat

مقاهٍ يعشقها الليبيون في مصر

القاهرة - بوابة الوسط السبت 16 أغسطس 2014, 08:16 مساء
WTV_Frequency

◄ مقاهي القاهرة: ملتقى الحكايات والذكريات الليبية
◄ مصابو ثورة 17 فبراير يعيدون الذكريات على مقهى التحرير
◄ الهاربون من نيران الميليشيات يناشدون البرلمان من «عمدة جامعة الدول العربية»

تعد مقاهي القاهرة عالمًا مختلفًا عن كافة الأماكن والتجمعات الأخرى، التي يقصدها الليبيون المقيمون في القاهرة، وتعد ملتقى يوميًا للشباب الليبي للحديث والحكايات والأسرار وأيضًا لعقد الصفقات السياسية والتجارية.

يعود سر خلود المقاهي المصرية وسحرها إلى أنها عند نشأتها منذ أكثر من خمسة قرون، كانت مكانًا لالتقاء المثقَّفين، والشعراء والأدباء والفنانين، وكانت تروى على مقاعدها قصص البطولات التاريخية والسّير، مثل قصص ألف ليلة وليلة، وسيرة أبوزيد الهلالي والظاهر بيبرس وعروس البحر، كما كانت مقاهي القاهرة أماكن مخصَّصة لرواية قصص السير الشعبية والملاحم.

مقاهي الفاطميين
عرفت مصر نشأة المقاهي لأول مرة في القرن الـ16 الميلادي، ولكن الميلاد الحقيقي لمقاهي القاهرة كان في عهد القائد الفاطمي جوهر الصقلي الذي أسَّس «القاهرة» من عدة مدن لتكون عاصمة مصر سنة 358 هـ 969م، حيث قام ببناء سور حول ثلاث مدن رئيسية، وهي «مدينة الفسطاط التي أسَّسها عمرو بن العاص سنة20هـ، ومدينة العسكر التي أسَّسها صالح بن علي العباسي سنة 132هـ، ومدينة القطائع التي أسّسها أحمد بن طولون سنة 256هـ».

ويضم كتاب "وصف مصر" الذي أعدَّته الحملة الفرنسية جزءًا عن المقاهي في زمن الحملة؛ حيث يذكر الكتاب أنَّ مدينة القاهرة بها حوالي 1200 مقهى بخلاف مقاهي مصر القديمة 500 مقهى في بولاق».

مقاهٍ تاريخية
ومن أشهر المقاهي التاريخية التي يعشقها الليبيون ويحرصون على زيارتها والتردد عليها بالقاهرة، مقهى «كازينو الأوبرا» في ميدان الأوبرا بالقرب من المنطقة التجارية التاريخية «العتبة»، التي كانت مقصدًا لجميع تجار العالم، ويتكوّن المقهى من طابقين وكانت تعقد به الندوات الأدبية لنجيب محفوظ كل يوم جمعة.

وهناك «مقهى متاتيا» ومكانه ميدان العتبة الخضراء وكان من أشهر رواده جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده وسعد باشا زغلول، وحمد باشا الباسل، وعبدالستار باشا الباسل، وهما من أشهر الشخصيات ارتباطًا بالتاريخ الليبي، فضلاً عن الأديب عباس العقاد والشيخ فهيم قنديل صاحب «جريدة عكاظ» التي كانت تصدر سابقًا في القاهرة وفي هذا المقهى كانت تُعقد الندوات الثقافية والحوارات.

«مقهى المطربون» وهو من أقدم مقاهي القاهرة ويزيد عمره على 120 سنة، ولا يزال قائمًا حتى الآن ومعظم رواده من الموسيقيين العاملين في الفرق الموسيقية، وقد أسسه أحد الموسيقيين بقصر الخديو إسماعيل بعد أن خرج من الخدمة، فشكَّل أول فرقة للموسيقى تقدم الجنازات والأفراح.

«مقهى الكتبخانة» ويقع في نهاية شارع محمد علي أمام دار الكتب، وكان من رواده حافظ إبراهيم والمطرب عبدالمطلب والشيخ عبدالعزيز البشري والشيخ حسن الآلاتي.

«مقهى الفيشاوي» وعمره يتجاوز 100 عام، وكان معظم رواده من الفنانين والأدباء، والكتاب ويحرص كبار الأدب والمفكرين الليبيين على زيارته والتردد عليه.

«مقهى الفن» في مواجهة مسرح «رمسيس» الريحاني حاليًا، وكان رواده من صغار الفنانين والكومبارس، ومن أشهر الفنانات كانت ماري منصور وزينب صدقي، ودولت أبيض وأمينة رزق وعزيز عيد وفاطمة رشدي.

أما مقهى «البورصة» فيعد ملتقى الصحفيين والمفكرين العرب وفي مقدمتهم الليبيون.

المقاهي الحديثة
أما عن أشهر المقاهي الحديثة التي اعتاد الليبيون زيارتها والتردد عليها فأشهرها «كافيه القاهرة» بالزمالك، وهو مقهى حديث وفريد من نوعه تم صميمه ليضاهي المقاهي الأوربية، وخاصة الطراز الإنجليزي.

فرغم أنه يضم كافة وسائل الترفيه والراحة مثل الـ«مقهى وبار ونادٍ وملهى ليلي»، إلا أنه لم يغفل الجوانب العلمية والثقافية والعملية؛ حيث يضم مكتبة ثقافية، وناديًا للإبداع الفني والموسيقي، وصالة بلياردو، ومساحات مخصصة للراحة وأخرى للعب، وهناك أماكن مخصصة للعمل، فضلاً عن شاشة عرض كبيرة لمشاهدة الأفلام، والمباريات وآخر الأحداث، كما يضم المقهى بوفيهًا فاخرًا يقدم جميع أنواع الوجبات والحلويات الشرقية والغربية.

وحسب أقوال أبوبكر العبيدي، من جرحى الثورة الليبية، والذي يعالج بالقاهرة، فإن هذا المقهى يعد من أبرز الأماكن التي يلتقي عليها الشباب الليبي لمناقشة آخر مستجدات الأحداث على الساحة الليبية، وفي مقدمتها أزمة الانفلات الأمني، وعملية الاغتيالات ببنغازي، ودور البرلمان الحالي في إنهاء التشكيلات المسلَّحة.

«عمدة جامعة الدول»
ومن أشهر المقاهي المزدحمة بالليبيين مقهى «العمدة» بشارع جامعة الدول، والذي يشهد يوميًا مئات الليبيين، الذين يتحدثون عن آخر المستجدات على الأراضي الليبية.

ومن على هذه المقهى يناشد المواطن الليبي محمد الحبوني البرلمان الليبي بسرعة اتخاذ قرارات عاجلة لوقف عمليات القتل والتصفية والتهجير القسري الذي تتعرَّض له الأسر والعائلات في طرابلس وبنغازي.

وقال الحبوني لـ«بوابة الوسط» إنه كغيره من مصابي ثورة 17 فبراير يدعم مجلس النواب، ويطالب بسرعة إصلاح المطارات التي تم تدميرها، والتي تسبَّبت في تعطيل عودة آلاف الليبيين إلى بلادهم.

وهناك مقهى «جراند كافيه»، ومقهى «فرايديز» بشارع جامعة الدول العربية أيضًا وهما من أشهر المقاهي التي يحرص على زيارتها الوافدون الجدد من الأراضي الليبية؛ حيث ينتشر عليها السماسرة ووسطاء العقارات المتخصِّصون في إعداد وحجوزات السكن لليبيين الجدد بالقاهرة.

أما عن أشهر المطاعم التي اعتاد الليبيون تناول الطعام عليها فيأتي في مقدمتها مطعم «قدورة»، ومطعم «أبورامي»، و«التابعي الدمياطي» و«أبو طارق» بوسط القاهرة، فضلاً عن مطاعم التحرير، ومقهى التحرير الملتقى الرئيسي لثوار ليبيا، وخاصة الجرحى والمصابين المقيمين بفندق سميراميس لكون المقهى يبعد عدة أمتار عن الفندق الذي يضم جميع جرحى ومصابي الثورة الليبية.

مقاهٍ يعشقها الليبيون في مصر
مقاهٍ يعشقها الليبيون في مصر
مقاهٍ يعشقها الليبيون في مصر

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في المقابر الجماعية بغزة
الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل في المقابر الجماعية بغزة
13 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.. وغالانت يعلن شن «عملية واسعة»
13 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.. وغالانت يعلن شن «عملية واسعة»
الإمارات تخصص 544 مليون دولار لمعالجة أضرار الأمطار
الإمارات تخصص 544 مليون دولار لمعالجة أضرار الأمطار
« برنامج الأغذية» يحذر من انزلاق غزة إلى المجاعة خلال 6 أسابيع
« برنامج الأغذية» يحذر من انزلاق غزة إلى المجاعة خلال 6 أسابيع
«حماس» تنشر مقطعا مصورا لأسير إسرائيلي يتهم نتانياهو بالفشل
«حماس» تنشر مقطعا مصورا لأسير إسرائيلي يتهم نتانياهو بالفشل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم