Atwasat

المسماري يدعو «فجر ليبيا» إلى الاصطفاف ضد «داعش»

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 03 فبراير 2015, 09:01 صباحا
WTV_Frequency

دعا الناطق باسم رئاسة الأركان، أحمد المسماري، قادة التشكيلات في طرابلس ومصراتة، وكل من يقاتل من أجل 17 فبراير، إلى «الاصطفاف ضد الخطر الحقيقي وهو «داعش»، خاصة بعد الهجوم على فندق كورنثيا بالعاصمة طرابلس، وذبحهم لعناصر الدروع، وأخيرًا استهداف مقر الأمن المركزي، إذ أثبت المتطرفون أنهم ضد الجميع وليس لهم ولاء إلا لخليفتهم البغدادي».

وأعرب المسماري، في مقابلة خاصة، أجرتها معه «بوابة الوسط» اليوم الإثنين بالقاهرة، عن ثقته بوجود وطنيين داخل قوات عملية «فجر ليبيا»، مشددًا على أن الجيش الليبي يخوض معركة حقيقية ضد الإرهاب، وتحتاج إلى صبرٍ ومجالدة، مشيرًا إلى أن الأمور أصبحت أكثر وضوحًا للمشككين بوجود «داعش»، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي أصبح أكثر اقتناعًا بمحاربة الجيش للإرهاب.

نص المقابلة:

اشرح لنا الموقف العسكري في بنغازي، ولماذا تأخر الحسم هناك؟
ـ بنغازي مدينة كبيرة جدًا، وخط النار فيها يمتد إلى 94 كلم، يبدأ من منطقة الصابري إلى شرق بنغازي إلى بوعطني، و سيدي فرج ثم القوارشة إلى قنفودة، وأخيرًا إلى تريا.

ويحتاج هذا الخط إلى إمكانات هائلة، وكان تأخر الدعم اللوجستي للجيش الليبي أحد أسباب تأخر الحسم.
تأخّير الدعم اللوجستي للجيش الليبي أحد أسباب تأخر الحسم في بنغازي، فالمتطرفون فخخوا العمارات وحتى الشوارع في منطقة الصابري.

في منطقة الصابري، على سبيل المثال، كان تفخيخ العمارات والسيارات وحتى الشوارع عاملاً آخر عطّل الحسم، فالمنطقة باتت خالية بعد تفخيخها بالكامل من السكان وحتى المتطرفين.

ولذلك نحتاج بعض الوقت لتستطيع فرق الهندسة العسكرية الدخول إلى المنطقة وتفكيك المفخخات كي يستطيع المواطنون العودة إلى بيوتهم.

وفي سوق الحوت توجد جيوب قليلة للمتطرفين، وسننتهي منها قريبًا، أما المجموعة الكبرى فهي تتمركز في منطقتي الهواري والقوارشة، وبالتحديد في مصنع الأعلاف.

وبالنسبة لمقر كتيبة السحاتي يوجد فيه بعض الجيوب من مقاتلي ما يسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي»، وبدأ المتطرفون بالانسحاب من الليثي إلى بوهديمة، التي وقعت بها اشتباكات، وهم يحاولون تأمين انسحابهم إلى القوارشة، والمعركة ما زالت مستمرة.

ماذا عن استعراض القوة لعناصر «داعش»، وتأسيس ما يسمى «الشرطة الإسلامية» في القوارشة والهواري؟
هذا الاستعراض للاستهلاك الإعلامي ليس إلا، فهم يحاولون تثبيت أنصارهم لإيهامهم أن زمام الأمور في أيديهم، ونحن لا نهتم كثيرًا بما ينشرونه من صور.

من أين تحصلوا على كل هذا التمويل؟
ـ هذه الجماعات تكونت في بداية ثورة 17 فبراير، عندما كان الليبيون يقاتلون كتائب النظام السابق، انهمكوا في جمع الذخائر والأسلحة، واستقبال الشحنات من الخارج، خصوصًا من قطر وتركيا، عبر مطاري بنينا وطبرق.

وعلمت من الراحل الفريق عبدالفتاح يونس أن طائرة ذخيرة كانت تأتي بشكل خاص إلى ائتلاف 17 فبراير، ويستلمها إسماعيل الصلابي وفوزي بوكتف، ولا يتم تسليمها للجيش الليبي.

وطوال تلك الفترة وحتى منتصف العام 2014، لم تستعمل هذه الجماعات كامل أسلحتها، بل زودوا سورية بالأسلحة والسيارات والمقاتلين.

وهكذا استطاعوا السيطرة على معسكرات الجيش ومراكز الأمن، إلى أن هيمنوا على مراكز القرار في المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، وعلى الحكومات المتعاقبة، ابتداءً من حكومة عبدالرحيم الكيب، ومارسوا الضغوط على حكومة علي زيدان.

حدث ذلك بعد أن شكّلوا أجسامًا موازية لكل من الجيش كالدروع، والشرطة كاللجنة الأمنية العليا، وخصّصوا موازنة ومرتبات عالية لهم، في الوقت الذي كان فيه الجيش دون موازنة ودون مرتبات.

بل واستهدفوا الجيش بالتقاعد الإجباري واستبعاد الضباط خلال ابتعاثهم لدورات في الخارج، فقد تم تكليف أكثر من 1500 ضابط في الملحقيات العسكرية في السفارات المختلفة في العالم، وبهذه الطريقة جرى تهميش وتفتيت الجيش.

بعد استهداف عناصر «داعش» لعدد من المواقع في طرابلس، يرى مراقبون أن معركة كل من «الكرامة» و«فجر ليبيا» ضد «داعش» آتية لا محالة، ما تعليقك؟
منذ تأسيس رئاسة الأركان بقيادة عبدالرزاق الناظوري أعلن الجيش محاربة الظلاميين، سواء كانوا من تنظيم «داعش» أو ممن تحالف معهم، والبداية الفعلية لعملية الكرامة كانت في 16 مايو العام الماضي، عندما توجّه الجيش بشكل كامل إلى مقاتلة الجماعات المتطرفة.

في حين بدأت «فجر ليبيا» مرحلة جديدة الآن، لكن عليها أن تعلم أن عملية الكرامة لا تستهدف إلا الإرهاب، وعليها أيضًا أن تُقرّر سريعًا الانضمام إلى جانب الجيش في حربه ضد الإرهاب، لحماية أنفسهم أولاً، ومدنهم ثانيًا، والتي سيأتيها طوفان «داعش» إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه، خصوصا بعد الهجوم على فندق كورنثيا بالعاصمة طرابلس، وذبحهم لعناصر الدروع، وأخيرًا استهداف مقر الأمن المركزي، إذ أثبت المتطرفون أنهم ضد الجميع وليس لهم ولاء إلا لخليفتهم البغدادي.

أطراف خارجية وراء هندسة ما يحدث في السدرة للسيطرة على الهلال النفطي.

ماذا عن اشتباكات قوات ما يسمى «عملية الشروق» مع وحدات الجيش في السدرة؟
ما يحدث في السدرة أمر خطير جدًا، وأعتقد أن هناك أطرافًا خارجية وراء هندسة تلك العملية والزج بهذه القوات لمهاجمة الحقول النفطية.

كانت هناك محاولات من تلك الميليشيات للسيطرة على الهلال النفطي منذ حوار «غدامس الأول».

ويظن بعض الناس أن قوات عملية «الشروق» وصلت إلى بن جواد بإمكاناتها، لكن الحقيقة نحن من استدرجنا هذه القوات كي تصل إلى هذه النقطة، لنستفيد من عدة نقاط تكتيكية، وهي طول مواصلات قواتهم (160 كلم على مدينة سرت، وحوالي 400 كلم على مدينة مصراتة)؛ لتتيح فرصة للطيران أن يعمل على هذا المحور بشكل جيد، وبالتالي وقعوا في الفخ، ووصلوا إلى بن جواد، والآن هم محاصرون في بن جواد، فالطيران يستهدف أي تحرك لهم.

حدث مثل هذا الهجوم على منطقة الهلال النفطي في الماضي البعيد، وتكرر الآن، فخطورة اشتباكات السدرة تكمن على المستوى الاجتماعي، وسوف نحتاج إلى معالجة هذا الشرخ الاجتماعي بعد الحرب، ولا أريد أن يتحول القتال إلى صراع قبلي، وهذه الكلمة أوجهها إلى قوات حرس المنشآت النفطية، والجيش الليبي، وتذكيرهم أن معركتنا فقط ضد الإرهاب وكل من يدعمه، والمجتمع الدولي أصبح أكثر اقتناعًا بمحاربة الجيش للإرهاب.

المعركة الفعلية لم تبدأ بعد في درنة، وبعد الانتهاء من جبهة بنغازي سنقرر بمن نبدأ سرت أم درنة.

ماذا عن الموقف العسكري في درنة؟
نعرف درنة جيدًا، وعلى علم ومتابعة بما يحدث داخلها، خصوصًا فيما يتعلق بالخلافات بين التشكيلات المتطرفة، ونعمل على هذا بشكل استخباراتي جيد، وهناك اشتباكات متقطعة في عين مارة واستراحة النوّار، فالمتطرفون يحاولون كسر الحصار المفروض عليهم من الجهة الشرقية والشرقية الجنوبية، لكن الجيش ما يزال متماسكًا ومعه شباب المنطقة الذين يقومون بدور كبير.

ولكن المعركة الفعلية لم تبدأ بعد في درنة، ولم يتم تشكيل غرفة عمليات خاصة بهذه المنطقة، وسنقرر بعد الانتهاء من جبهة بنغازي، هل ستكون الأولوية لسرت أم درنة، مع علمنا أن درنة هي المركز الأول على مستوى المدن الليبية، من ناحية عدد تشكيلات وكتائب المتطرفين.

هناك من يرى أن اشتباكات قاعدة الوطية استمرت وتعقدت بسبب وجود «جيش القبائل» مع القوات التابعة للغرفة الأمنية بالمنطقة الغربية؟
ـ أجاب على هذا السؤال رئيس الغرفة الأمنية بالمنطقة الغربية، إدريس مادي، حين قال إن هذه شماعة تُستعمل لتعليق الأخطاء عليها لا أكثر، وأنا ذهبت إلى المنطقة الغربية ولا وجود لجيش القبائل، كل من يقاتل هناك هم رجال الجيش يحملون أرقامًا ورتبًا عسكرية.

ما رأيكم في الموقف الإيجابي لقادة التشكيلات المسلحة من الحوار؟
حوار الليبيين من أجل الأمن والسلام، وإعادة الاستقرار لليبيا، وأيضًا لإعادة التماسك الاجتماعي إلى الوطن، وتقوية الدولة الليبية.

ونحن في رئاسة الأركان نرحب بالحوار، وأعلنا وقف إطلاق النار بناء على طلب بعثة الأمم المتحدة، ويمثلنا في الحوار مجلس النواب، ونحن تحت شرعيته وسننفذ ما يأمرنا به.

وسنتعامل مع التشكيلات المسلحة، التي ليست تحت سلطة الجيش، وتواصل إطلاق النار، وسنعتبرها عدائية، أما من يحترم الحوار، ويختار التوافق لحقن الدماء، مثلما أعلنت «فجر ليبيا»، فإننا نحترم هذا الموقف، الذي يدل على وجود وطنيين بها.

المسماري يدعو «فجر ليبيا» إلى الاصطفاف ضد «داعش»
المسماري يدعو «فجر ليبيا» إلى الاصطفاف ضد «داعش»
المسماري يدعو «فجر ليبيا» إلى الاصطفاف ضد «داعش»
المسماري يدعو «فجر ليبيا» إلى الاصطفاف ضد «داعش»
المسماري يدعو «فجر ليبيا» إلى الاصطفاف ضد «داعش»
المسماري يدعو «فجر ليبيا» إلى الاصطفاف ضد «داعش»

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من «مئوية ليبيا» الجمعة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من ...
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. وليبيا لا تسمح بإدانة المقاومة
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم