Atwasat

جمال بيومي لـ"الوسط": مباحثات مرتقبة لتشكيل تكتل "مصري ليبي سودانى"

القاهرة: الوسط- حاوره: محمود غريب الخميس 06 فبراير 2014, 04:37 مساء
WTV_Frequency

كشف أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، رئيس وحدة الشراكة المصرية- الأوروبية بوزارة التعاون الدولي، السفير جمال بيومي، عن مناقشات حثيثة بشأن اقتراحٍ تقدّم به يهدف لوضع نواة لتكامل اقتصادي إقليمي بين "ليبيا ومصر والسودان".

وأشار بيومي في حوار مع "بوابة الوسط" إلى أن القوة السكانية الهائلة في مصر والأراضي الزراعية الواسعة بالسودان، بالإضافة إلى القدرة الاقتصادية المعقولة، كممول، والثروة البترولية في ليبيا، فضلاً عن أن شعب الأخيرة أقرب شعوب المنطقة إلى مصر، في الطبيعة والثقافة، كل ذلك يرشّح بتشكيل تكتل يُضاهي التكتلات العالمية الكبرى، لكنه اشترط توافر زعامة، "ليبية مصرية سودانية" لتبني المقترح، عقب استقرار الأوضاع السياسية والأمنية في الدول الثلاث.

وأضاف بيومي أن المقترح لا يعني وحدة سياسية تحت زعامة شخصية واحدة، ولكن اقتراحه يدعو لتكتل اقتصادي وتنموي تكاملي، يحمل اسم "دول حوض النيل وليبيا". وأشار أمين عام اتحاد المستثمرين العرب إلى أن ليبيا تمتلك نسبة عالية من المتعلمين والمثقفين، خاصة من جيل الشباب، وهو ما لمسه أثناء وجوده في ليبيا، بصفته الدبلوماسية، ممثلاً عن مصر.

الاستثمارات الليبية بمصر هبطت إلى مستوايات متدنية خلال السنوات الأخيرة

وحذَّر بيومي من نعرات التقسيم التي طالت دولة ليبيا، وهو مما يؤثر بشكلٍ مباشر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، مشيرًا إلى أن الاستثمارات الليبية في قطاع العقارات بمصر هبطت في أواخر حكم القذافي إلى مستويات متدنية للغاية، وواصلت هبوطها عقب الإطاحة بنظام القذافي؛ بسبب عدم استقرار الأوضاع هناك، مؤكدًا أنه ليس من مصلحة ليبيا أن تتجه للتقسيم، بينما العالم يعتمد فلسفة التوحُّد، واصفًا مَن يدعون للفرقة الليبية بالساعين لمصالح شخصية على حساب الوطن.

وأوضح أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، أن الاستثمار العربي بشكل عام، والليبي على وجه الخصوص بمصر أهمل الاستثمار في المُستقبل، كالمشروعات الزراعية أو الصناعية، لافتًا النظر إلى أن الاستثمارات الليبية في مصر مقصورة على قطاعي العقارات والخدمات فقط.

النظام المصري لن يقبل بإبرام أى اتفاقيات مع نظام ربما يرحل قريبًا ويأتى آخر يرفض الإجراءات الاقتصادية

وأعرب بيومي عن عدم تفاؤله بتحسُّن مستقبل العلاقات المصرية والليبية على المستوى الاقتصادي خلال الفترة الراهنة، قبل اكتمال وتوحد كيان الدولة الليبية، مرجعًا ذلك إلى أن النظام المصري لن يقبل بإبرام أي اتفاقيات مع نظام ربما يرحل قريبًا، ويأتي آخر يرفض الإجراءات الاقتصادية، قائلاً: "إن علاقة ليبيا بأي طرف ستظل متأثرة بسبب الأحداث الجارية".

لكن بيومي أكد أنه في الأجل القصير يوجد أكثر من مجال للتعاون بين البلدين، مثل مجالات الأمن والخدمات الأساسية، كالطب والقضاء، فمصر لديها خبرات مهولة تستطيع تصديرها للدولة الشقيقة، وعلى النقيض إذا كانت ليبيا تستطيع السيطرة على بعض مواردها، فبإمكانها تنمية مواردها الموجودة بمصر، منوهًا بأن أي رؤية استراتيجية لعلاقات ليبية- مصرية، دون قيام كيان لحكومة ليبية موحدة سيظل أمرًا صعبًا.

وأوضح أن ثمة "حديث أخوي" بين البلدين بخصوص تعاون اقتصادي، لكن يظل حبيس الأدراج لحين استقرار الأوضاع، حتى لا توجد "دمامل" في طريق العلاقات، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن هناك تبادلاً للعمالة بين البلدين، لا يمكن حصرها، خاصةً مع سهولة الانتقال بين البلدين. وأكد رئيس وحدة الشراكة المصرية- الأوروبية بوزارة التعاون الدولي أن التنسيق الأمني بين مصر وليبيا، بداية لتعاون اقتصادي مهم خلال الفترة المقبلة.

وأشار بيومي إلى أن النهوض بالاقتصاد الليبي يتطلّب أولاً، فضلاً عن امتيازه بالوفرة، وفائض بترولي كبير يفوق عدد السكان، عدالة اجتماعية؛ بحيث يتم توزيع الدخل بطريقة جيدة، وثانيًا خلق ثقافة عمل؛ حيث يعيب الدول البترولية، أنها تجعل مواطنيها في غنى عن العمل.

المنح الخارجية
قال رئيس وحدة الشراكة المصرية- الأوروبية بوزارة التعاون الدولي: "إن تدفقات الأموال على مصر تأثرات سلبًا بعد الثورة"، متوقعًا أن يصل حجم الاستثمار الخارجي بمصر في نهاية 2014 إلى أربعة مليارات دولار، متراجعًا بحوالي سبعة مليارات دولار؛ حيث سجل في السابق 11 مليار دولار، بينما كانت تأمل مصر أن يصل الاستثمار الخارجي إلى 20 مليار دولار العام الحالي.

المساعدات
أكد السفير جمال بيومي، أنه تم خلق رأي عام مصري "حكومي وشعبي" مُعادٍ للمساعدات، تحت ظن أنها تمس بكرامة وسيادة الدولة، أو تضع شروطًا مُكبلة لتصرفات مصر، لافتًا النظر إلى أن مُجمل المساعدات الخارجية "الأميركية والأوروبية والأخرى" تساوي 1 % من الناتج القومي المصري، بينما تستطيع مصر الاستغناء عن تلك المساعدات، لكن لماذا نرفض أربعة مليارات دولار سنويًا من دون سبب، مؤكدًا أن كل الشروط التي يتم وضعها مع المساعدات تتضمن "ضمان عدم سرقتها".

وتابع بيومي: "أهلاً وسهلا بالتعاون مع الطرف الأجنبي، (عربي، أوروبي، أميركي) ، والمساعدات ليست قيدًا على قرار مصر السيادي، ومن يقول عكس ذلك يعطينا الدليل".

وأشار إلى أن مصر استقبلت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، 12 مليار دولار من السعودية والإمارات والكويت، نصفها منحٌ لا تُرد، والنصف الآخر إيداعات من دون فوائد.

وأكد أن ذهاب رئيس الحكومة المصرية، حازم الببلاوي، إلى السعودية جاء من أجل "تعويض" الوديعة القطرية التي انتهت مدتها، فمصر لا تريد مساعدات بقدر احتياجها إلى مستثمرين بالسوق المحلية، مؤكدًا أن السنوات الثلاث الماضية لم تشهد قدوم أي مستثمر سعودي، وذلك على خلفية التعامل الذي وصفه بـ"السيئ" مع المستثمرين الأجانب والمصريين، فأكبر وسيلة لجذب مستثمر أجنبي هو إعلان المستثمر الذي أتاك عن رضاه، فالمستثمرون المصريون كلهم ما بين السجن والخوف.

روشتة لإنعاش الاقتصاد المصري
وقدّم جمال بيومي روشتة دعم الاقتصاد المصري من أجل إنعاشه، مشيرًا في بداية الأمر إلى صعوبة تدهور الاقتصاد المصري، لأن 40 % منه يُسمّى بالاقتصاد الرمادي، "ليس له ضرائب أو سجلات"، أمثال النجارين والبائعين، وأصحاب المهن الأخرى، وهؤلاء لا يتم إحصاؤهم عبر أجهزة الدولة الرسمية، مشيدًا بقرار الحكومة المصرية بشأن تبني ثلاثة ملايين أسرة لا عائل لها، واصفًا القرار بالاجتماعي في المقام الأول.

وأشار بيومي إلى أن العنصر الثاني للنهوض بالاقتصاد المصري يتمثّل في إعطاء البنوك حرية تسوية المنازعات، ولا يكون للدولة علاقة بذلك، ثالثًا: أن تقلل الدولة الاقتراض من السوق المحلية؛ حيث تقترض حوالي 60 % من البنوك المحلية، وهو ما يقلل من فرص اقتراض محدودي ومتوسطي الدخل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأوضح بيومي أن العنصر الرابع للنهوض بالاقتصاد المصري يتمثّل في تغيير المناخ العام، من خلال تحسين الصورة العامة للدولة المصرية، عبر الأدوات الإعلامية، من خلال المتحدثين الرسميين باسم الحكومة، ووزارة الإعلام، فهناك برامج تعمل على طرد الاستثمار من خلال التشهير بمصر وسمعتها يوميًا، والتغاضي عن الأخبار الإيجابية، بينما الأخبار السلبية هي فقط محافل الإعلام، بحد تعبيره، مطالبًا بأن يتحلّى الإعلام بروح الوطنية، من خلال إبراز الخبر الإيجابي، والتقليل من الأخبار السلبية.

19مليار دولار صادرات أوروبية لمصر و12 مليارًا صادرات مصرية لأوروبا

وأشار بيومي إلى أن التخوف الخارجي من السوق المصرية أمني، وليس اقتصاديًا، فأوروبا الشريك التجاري رقم واحد مع مصر، وهناك 19 مليار دولار صادرات أوروبية لمصر، و12 مليارًا صادرات مصرية لأوروبا.

وقال: "إن أكبر قطاع يتلّقى استثمارات عربية بمصر هو الخدمات، مثل البنوك، وشركات السياحة واستفاد بـ80 % من الاستثمارات، و12 % للصناعة، مثل الغداء والمعلبات و3 % للزراعة، لافتًا إلى أن المباحثات جارية مع الإمارات من أجل اقتحام قطاع الخدمات، مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لكن يعيبها أنها غير كثيفة رأس المال، ولكنها كثيفة العمالة".

معوقات الاستثمار
وبشأن المعوقات التي تواجه المستثمر الأجنبي في مصر، قال بيومي إن الأجانب نقلوا له أن أكبر معوّق في العالم الثالث ككل، هو البيروقراطية، والروتين، وعدم وجود غلبة للقوانين، مشيرًا إلى أن الإعلام مقصر في إبراز أن هناك منطقة تجارة حرة عربية، وأنها تمثّل ثلاثة أرباع المشوار تجاه إنشاء سوق عربية مشتركة، فضلاً عن أن الجمارك ملغاة بين مصر و17 دولة عربية، وأوضح أن دول الخليج العربي هي أكثر الدول العربية استثمارًا في مصر، وهي السعودية والكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين، وكذلك ليبيا.

الدول العربية الأغنى
وبشأن الدول العربية العشر الأغنى اقتصاديًا، تسجّل السعودية تسجل الرقم الأعلى بـ379.50 مليار دولار، تليها الإمارات 270 مليارًا، ثم مصر 236 مليارًا، والجزائر 134.80 مليار، والكويت 114.90، وقطر 92.78، والمغرب 90.78، والعراق 70.10، وليبيا 60.61، ثم سورية 54.35.

 

جمال بيومي لـ"الوسط": مباحثات مرتقبة لتشكيل تكتل "مصري ليبي سودانى"
جمال بيومي لـ"الوسط": مباحثات مرتقبة لتشكيل تكتل "مصري ليبي سودانى"
كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية للتنمية
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية ...
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم