يعيش المصابون بمرض المُهق في تنزانيا أزمة حقيقية، إذ يُصطَادون كالحيوانات للاتجار في أعضائهم التي يُعتقد أنَّها «تجلب الحظ»، وفي بعض الأحيان تأتيهم الضربة من أقاربهم الذين يبيعونهم بمبالغ تصل إلى 75 ألف دولار.
والمهق أو الألبينية «Albinism» يعرف المصاب به بـ«عدو الشمس»، وهو يشير إلى حالة وراثية ناتجة عن غياب صبغة في الأعين والجلد والشعر.
جريدة «ديلي ميل» البريطانية نشرت، الأربعاء، تقريرًا تناولت فيه تلك الأزمة.
ويقع الأشخاص المصابون بالمرض فريسة وهدفًا للقائمين على تجارة الأعضاء البشرية، إذ يُخطَفون ويُباعون من أهاليهم مقابل مبالغ تصل إلى 75 ألف دولار، ويعزز من ذلك الاتجاه أنَّ الأفراد في تنزانيا يعتقدون أنَّ أجزاء جسم الأمهق تجلب الحظ الجيد، أما عن المشترين فهم من نخبة الأثرياء ورجال الأعمال وذوي النفوذ.
وتسجِّل تنزانيا ارتفاعًا في عدد عمليات القتل والاعتداءات في أفريقيا، كما أنَّ الطمع يدفع الزوج لاستغلال زوجته، والآباء والأمهات لاستغلال أطفالهم، بل وبيعهم مقابل المال.
وهناك اعتقادٌ في تنزانيا بأنَّ أجزاء جسد المصاب بالمهق تُحضر لمَن يشتريها المال والثروة والحظ، ولذا يكون البعض على استعداد لدفع ما قيمته أربعة آلاف دولار من أجل أحد أعضاء المصاب بالمرض أو دفع 75 ألف دولار للمجموعة الكاملة، أو الجسد الكامل.
على ذلك، فإنَّ الأشخاص الذين يعانون المهق يكونون عرضة بصورة منتظمة للهجوم من قبل الناس الذين يستهدفون أخذ أطرافهم، إما ببترها وترك الأمهق مشوهًا بشدة أو في بعض الأحيان تتسبب عملية البتر في موت المصاب.
وبين 1400 تنزاني يوجد شخصٌ مصابٌ بالمهق، بينما تقل نسبة المصابين بالمهق في دول الغرب، إذ تكون واحدًا بين 20 ألف شخص.
بدوره قال جوزفات تورنر، والمناضل من أجل حقوق ذوي البشرة البيضاء من مرضى المهق في تنزانيا: «إنَّ الأشخاص المصابين بالمرض يتم اصطيادهم وقتلهم من أجل أجزاء جسدهم، لأنَّ الناس يريدون أن يصبحوا أثرياء».
وأوضح تورنر، وهو نفسه مصابٌ بالمهق، أنَّه وأمثاله يعيشون في خطر، معربًا عن أمله في أنْ يأتي اليوم الذي يعيش فيه هو وغيره في أمان مثل بقية التنزانيين.
وتشير التقديرات إلى أنَّ هناك 74 حالة قتل لمصابين بالمهق، وإصابة 59 آخرين ظلوا أحياء بعد تعرُّضهم لهجوم، حتى إنَّ الأموات لم يسلموا، وهناك 16 قبرًا تعرَّضت للسرقة كان مصابون بالمهق مدفونين بها.
تعليقات