أوضحت وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية، لطيفة الأخضر، أن دور الوزارة في مواجهة الفكر التكفيري هو توفير الحماية وتقوية المناعة ضد هذه الأفكار.

وقالت الأخضر في مقابلة مع «رويترز»، الثلاثاء: إن «وضع سياسة ثقافية منفتحة على مبادئ الإنسانية يشكل درعًا لمجابهة ظواهر التشدد والتطرف التي تهدد المجتمع وقيم الحداثة والديمقراطية».

وتابعت: «لابد من إيجاد أطر تجمع الشباب، الذي يعتبر رأسمال المستقبل، وأهل الثقافة والفكر وكل الأطراف المتداخلة، لوضع سياسة ثقافية استراتيجية تحمي شبابنا وتلقحه ضد الأفكار الظلامية ولا تضر بمستقبله، يجب الاقتراب من الشباب والإصغاء إليه وإيجاد أشكال مضبوطة من التعبيرات الجمالية لشد اهتمام الشباب، يجب أن يكون الخطاب أفقيًا وليس عموديًا مسقطًا».

الأخضر أول امرأة تتولى فعليًا حقيبة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث

والأخضر أول امرأة تتولى فعليًا حقيبة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، بعد مفيدة التلاتلي، التي عينت غداة سقوط نظام بن علي، ولم تتول منصبها عمليًا، وهي عضو مؤسس للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات العلمانية. وعقب إطاحة نظام الرئيس زين العابدين بن علي، قبل نحو أربعة أعوام، منع متشددون إقامة عدة عروض فنية، وتعرَّض فنانون للاعتداء مما أثار مخاوف بشأن حرية التعبير والإبداع في البلد الذي يعتبر من أبرز الدول العلمانية في المنطقة، بحسب «رويترز».

المرأة التونسية
وأكدت الأخضر التي كانت عضوًا مؤسسًا لجمعية النساء الديمقراطيات المعارضة لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي ضرورة تشجيع المرأة المثقفة ودعمها قائلة: إنها «من أنصار التمييز الإيجابي».

وقالت: «المرأة التونسية تتميز عن مثيلاتها في بقية دول العالم العربي، وهذه نتيجة طبيعية لسياسة التحرر التي بدأت منذ صدور مجلة الأحوال الشخصية العام 1956».

وأعلنت الوزيرة أن المغنية التونسية، سنية مبارك، ستبقى على رأس مهرجان قرطاج الدولي أحد أعرق المهرجانات العربية، كما ستحتفظ درة بوشوشة بمنصب مدير مهرجان قرطاح السينمائي.

وتستضيف تونس، في مارس الجاري، مهرجان أيام قرطاج الموسيقية، ومعرض تونس الدولي للكتاب، الذي احتجب العام الماضي، وهما أول نشاطين ثقافيين مهمين بعد تولي الأخضر حقيبة وزارة الثقافة. وقالت الأخضر إن الكاتبة المصرية نوال السعداوي والشاعر السوري أدونيس سيكونان من بين ضيوف المعرض هذا العام.

المدينة الثقافية
وأكدت وزيرة الثقافة التونسية أن من أولوياتها الانتهاء من مشروع مدينة ثقافية، بدأ تنفيذه قبل عدة أعوام ولم يكتمل حتى الآن.

وتابعت: «انطلق مشروع بناء مدينة الثقافة منذ عشرة أعوام تقريبًا، وواجه عدة عراقيل قبل أن يتوقف، رغم تقدم بعض الأشغال فيه بنسبة 75%، لذلك نحرص على إيجاد حلول لإكماله، في أقرب وقت، نظرًا لأهميته للحياة الثقافية والمثقفين والمبدعين في البلاد».

ويضم مشروع مدينة الثقافة، وسط العاصمة التونسية، ساحات متعددة، أبرزها ساحة عمومية لاستقبال الجمهور، وأماكن لعرض الأعمال الفنية والكتب ومقاهي ومطاعم، إضافة إلى مسرح للأوبرا يسع نحو 1800 شخص وقاعة عروض مسرحية بسعة 700 مقعد، وقاعة عروض أخرى سعة 300 مقعد.