أطلق مركز «كلاويز» الثقافي في مدينة السليمانية بكردستان العراق مهرجانه الثقافي السنوي في طبعته الثامنة عشرة يوم 20 نوفمبر الجاري ويستمر حتى 24 من الشهر نفسه، وسيتقدم المفكرون والأدباء والمثقفون من أوروبا، وبعض الدول العربية وإيران وتركيا والمحافظات العراقية ومحافظات إقليم كردستان للمهرجان الذي تأسس العام 1996 بأوراق بحثية تعتني بمحاور سياسية وفكرية واجتماعية منها:

• الأيديولوجيات المتطرفة وأثرها في صناعة الإرهاب الدولي
• تيمة التسامح وحماية الأقليات الإثنية والدينية في الشرق الأوسط
• جذور المصادر التاريخية المشتركة للثقافتين العربية والكردية
• أثر الرواد الأوائل الذين كتبوا بالكردية والعربية في تعميق أواصر الثقافتين.

الجوائز
وفي اليوم الأخير من المهرجان سيعلن عن اسم الشاعر أو الشخصية أو الكاتب أو المترجم المرشح لنيل جائزة أحمد هردي، وهو شاعر كردي معروف.
كذلك يقدم المهرجان جائزة كبرى باسم (جائزة كردستان) إلى مبدعين لهم حضورهم العالمي؛ حيث قدمت الجائزة في دورتها الأولى العام 2009 للشاعر أدونيس.

ويعد المهرجان دعمًا لثقافتين متلاحمتين، ووهجًا لرموز أدبية وثقافية أثرت الحياة بالحب والسلام، قرأها المثقف الكردي، وتابع أعمالها بجد وشوق عارمين، باللغة العربية أو من خلال الترجمة.

رسالة اطمئنان
والتقت «بوابة الوسط» رئيس المهرجان الدكتور نوزاد أحمد أسود ليتحدث عن برنامج هذه الدورة والهدف من إقامة المهرجان، وسط الظروف المحتقنة التي تعيشها المنطقة وما يخوضه الأكراد حاليًّا من حروب في كوباني وغيرها من المدن، ومدى ربط هذه الدورة بالذات بالأحداث السياسية.

وقال أسود: «قمنا بتشكيل عدة لجان من أجل تنظيم وتنسيق الأعمال، ووجهنا بطاقات الدعوة إلى عدد من المفكرين والأدباء والمثقفين من أوروبا وبعض الدول العربية وإيران وتركيا، فضلاً عن المحافظات العراقية، ومحافظات إقليم كردستان».

وتابع: «برنامج المهرجان مقسم لعدة أيام:
اليوم الأول: يتم مناقشة البحوث والدراسات الكردية، اليوم الثاني: مخصص للثقافة الألمانية، حيث تمت دعوة عدد من المفكرين الألمان لمناقشة الأوضاع الثقافية والفكرية الراهنة، اليوم الثالث: سيكون للمفكرين العرب لمناقشة محاور عدة منها حماية حقوق الأقليات الدينية والإثنية، وظهور الأيديولوجيات المتطرفة ودورها في صناعة الإرهاب الدولي، اليوم الرابع: مخصص للثقافة الإيرانية، اليوم الخامس والأخير: يمنح الجوائز التقديرية».
وأكد أن كردستان منطقة آمنة ومحمية، مطمئنًا الضيوف أنه ليس هناك خشية من تدهور الأوضاع في كردستان، ولفت إلى أن المهرجان به أجهزة خاصة للترجمة الفورية بين اللغات الكردية والعربية والإنجليزية والفارسية.

وقال: «إن الهدف من إقامة المهرجان، الذي وصلت دوراته إلى الدورة الثامنة عشرة يكمن في بناء جسور ثقافية بين إقليم كردستان وشتى دول الجوار ودول العالم من أجناس وأعراق مختلفة؛ إذ إننا سعينا وسنسعى لإقامة التواصل الثقافي والترابط القوي بين الثقافة الكردية وثقافة الشعوب الأخرى، من خلال بناء صرح متين بين الثقافات المختلفة، من خلال خلق أرضية مناسبة لإجراء الحوارات بين الثقافات، إيمانًا منا بضرورة وجود الاختلافات والمختلف في الثقافات العالمية، والضرورة الملحة للبدء في الحوار الثقافي المدني، مستوعبًا مبادئ التسامح والتعايش وتمتين المشروع التنويري لمجتمعاتنا ولا سيَّما مشروع تنوير الدين الإسلامي، من خلال الاتجاهات الحديثة في تحديث الفكر الإسلامي، والمحاولة للحد من دخول الأفكار الظلامية التي بدأت تأكل مجتمعاتنا، إذ نرى إلى جانبها التراجع المخيف للأفكار التنويرية المنفتحة على الثقافات الإنسانية».

تحدي الإرهاب
وختم تصريحاته قائلاً: «نرى أنه من الضروري أن نحاول ربط هذا المهرجان الثقافي بالظروف السياسية والعسكرية والاقتصادية التي نمر بها، إذ سنعقد المهرجان كتحدٍ لهجمات «داعش» في جميع الصعد، لذلك سمينا هذه الدورة بدورة «شنكال/كوباني»، واتخذنا شعارًا معبرًا عن الأوضاع نفسها والذي ينص على حوار التعدد الثقافي، ودور كردستان كحاضنة لحماية حقوق الأقليات الدينية والإثنية، وظاهرة ظهور الأيديولوجيات المتطرفة، ودورها في صناعة الإرهاب الدولي، ومن المؤمل أن تتم مناقشة هذه الأمور من وجهات ثقافية متعددة في المهرجان».