بعد الضجة التي أثارها اعتراف وزيرة الثقافة الفرنسية فلور بيلوران في أحد الحوارات التلفزيونية بأنها لم تقرأ كتابًا واحدًا منذ سنتين، وعدم قدرتها على تسمية أي من كتب الروائي الفرنسي موديانو الحائز على نوبل للآداب لهذا العام، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يتناول ردود الفعل حول هذا الاعتراف الذي تسبّب في حالة من الرعب في أوساط النخبة الثقافية في فرنسا وأثار الكثير من الانتقادات في وسائل الإعلام، مما أدّى لظهور أصوات مطالبة باستقالة وزيرة الثقافة ووصفها بـ"غير المثقفة".
واستغرب البعض قدرتها على الاعتراف. إذ قالت بيلوران إنها لا تجد غضاضة في الاعتراف بأنها لم تجد وقتًا لقراءة كتاب بهدف المتعة منذ سنتين، واعتبر بعض أفراد الوسط الثقافي الفرنسي أن هذا الحوار مدعاة للحرج الشديد، خاصة أنهم كانوا في الفترة الأخيرة يغالون في الثناء على التفوق الفرنسي الثقافي، وسط أنباء كثيرة عن افتتاحات متاحف، وحصول موديانو على نوبل، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الفرنسي مصاعب كثيرة.
وأضافت الصحيفة: "وصل السخط إلى حد قول الكاتب كلود أسكولوفيتش لموقع هافنغ بوست الفرنسي إن فشل بيليران لا يوصف بأقل من البربرية"، وطالبها بالاستقالة معتبرًا أن لامبالاتها بصاحب نوبل الفرنسي تجعلها غير مؤهلة لوظيفتها.
وتابع أسكولوفيتش أنّ البربرية هنا قائمة، فإذا كان لشخص أن يكون وزيرًا للثقافة وهو لا يقرأ، فما نحن إلا حفنة تكنوقراط وواضعي ميزانيات" ووبخ الكاتب الوزيرة لتقديمها المذكرات الوزارية على الأعمال الأدبية الرفيعة، في حين تسامح آخرون مع الوزيرة ورأوا أنها تمثل نموذجًا للصراحة نادرًا بين الوزراء.
تعليقات