Atwasat

باحثة تبتكر طريقة تمكنك من سماع الماضي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 23 أكتوبر 2016, 12:11 مساء
WTV_Frequency

«عالمة آثار للمشهد الصوتي»، هكذا تطلق الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي، ميلين باردوين، على نفسها.

واستحدثت باردوين هذه المهنة من أجل إحياء أصوات منسية وتعويد الأذن على أجواء الماضي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد.

وانطلقت بطلة حكايتنا من الصفر إذ إن هذه المرأة النحيلة، والقصيرة القامة والمفعمة حركة، غادرت في سن الثلاثين صفوف الجيش لتدخل الجامعة «من الباب الجانبي»، فهي لم تكن حاصلة على الشهادة الثانوية العامة. وكانت تحلم بدراسة التاريخ، إلا أنها توجهت إلى علم الموسيقى لعدم توافر المقاعد في الاختصاص الأول.

وحققت هذه الخبيرة في الموسيقى العسكرية الشغوفة بالتاريخ، حلمها جراء خبرة حصلتها من خلال عملها في المتاحف فهي تغوص في الماضي لاستعادة محيطه الصوتي.

ويستعيد مشروعها الكبير المسمى «بيرتيز» تيمنًا بخبير الخرائط الذي أنجز خريطة شهيرة لباريس في العام 1730، الأصوات والضجيج في حي غران- شاتليه شارعًا بشارع جسرًا بجسر ومتجرًا بمتجر.

وبالاستماع إلى «هذه اللوحة الصوتية الكبيرة»، يمكن للسامع الالتقاء بالبائعات الجوالات والحيوانات التي تقتاد إلى المسلخ ومياه نهر السين. هذه المقاربة الجديدة من خلال الأذنين تسمح «بعيش التاريخ» على ما تقول الباحثة.

وتضيف هذه المرأة الخمسينية: «أنا لا أخترع أصواتًا ولا أبتكر أصواتًا». بمساعدة خبراء ومؤرخين تستعيد المهن الغابرة وأدوات الماضي. وتسجل الأصوات التي تصدرها «وتعيدها إلى إطارها».

في القرن الثامن عشر كانت الشوارع ضيقة ومواد البناء مختلفة فيما الجسور تعلوها منازل

في القرن الثامن عشر كانت الشوارع ضيقة ومواد البناء مختلفة فيما الجسور تعلوها منازل. ولم يكن للأصوات «النكهة نفسها». وتقول الباحثة مبتسمة: «الواجهة الخشبية لا تصدر الصوت نفسه مثل الجدار الحجري». وتغوص منذ أكثر من عشر سنوات في أرشيف الماضي لإحياء هذه الشوارع التي محيت اليوم.

وتؤكد ميلين باردوين التي تعمل في معهد علوم الإنسان في ليون إن: «الجيش والأبحاث مجالان مختلفان، إلا أن الأول علمني أن أنجز كل ما أقوم به».

وتوضح الباحثة الشغوفة بالتفاصيل: «من خلال إسماع أصوات الماضي أريد أن أرفع الوعي بأصوات الحاضر. فالكثير من الناس اليوم يتنزهون مع سماعات على الأذنين ولا يستمعون إلى العالم».

أما هي عالمة الموسيقى فلا تنفك تسمع وتصغي مستفيدة من خبرتها كفنية ميكانيك للمروحيات سابقًا وهو عمل كان يتطلب «تشغيل كل حواسي».

وتشير إلى أن: «الطفل يستمع الى كل شيء لكن عندما نصبح بالغين تشغلنا اهتماماتنا وتقطعنا عن كل ما هو جماعي».

وتشارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات العلمية لإعادة بعض من الأهمية إلى الأصوات التي لم تكن تعتبر مصدر إزعاج على الدوام، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وتؤكد الباحثة: «الصوت مهم وهو ينتج مشاعر وهذه المشاعر والانفعالات هي التي تحفزنا». وتحاول بنشاط أن تسمع أصوات المدينة إلى الراغبين «لكي تنفتح حواسنا».

وتجمع في هذا الإطار ذكريات قوية. فقال لها طفل في الثامنة استمع إلى استعاداتها الصوتية «هذا أفضل من أساسينز كريد (لعبة إلكترونية شهيرة)». وختمت تقول: «مع هذا الصبي الصغير حصلت على جائزة نوبل للمشهد الصوتي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم