Atwasat

ربيعة بن بركة.. سفيرة الموضة الليبية في عاصمة الموضة

باريس - بوابة الوسط: هاجر محمد الإثنين 25 يوليو 2016, 05:42 مساء
WTV_Frequency

اعتبرت زبيدة شرقي، مديرة مهرجان العرس الشرقي في باريس، في كلمتها الافتتاحية لانطلاقة الدورة الثامنة للمهرجان مشاركة مصممة الأزياء الليبية ربيعة بن بركة إضافة نوعية للإبداع في عالم الأزياء، وذلك من حيث إنها استطاعت أن تقدم تصميمات راقية التعبير وعلى مستوى عالمي لمفردة «الإبداعية»، بالارتكاز بصورة أساسية إلى جماليات الزي التقليدي الليبي، وحيث نجحت ربيعة بن بركة في نقل الجمهور الفرنسي على جناح من الخيال وقصص ألف ليلية وليلة، إلى فضاء السحر البدوي العربي، دون الانقطاع عن جلال وجمال الرونق العصري، وذلك عبر لمسات سحرية غلفت كل قطعة تمخطرت بها عارضات الأزياء في ذلك المحفل الباريسي المهم.

على هامش العروض كان لنا معها هذا الحوار عن خلفيات هذا الإبداع الذي كان غائباً، ومغيباً عن فضاءات الغرب.

* لفت عرضك بالمهرجان الانتباه في عاصمة الأزياء بناء على اقتصارك على المفردة التراثية في كافة تصميماتك.. كيف نفهم هذا الخيار؟
- لنقل إنه النمط الذي أخترته لمشروعي الفني منذ البداية، والذي كنت رائدة فيه، ومخلصة له عبر مشواري الفني بكامله. أن أركز على تطوير الزي الليبي الجميل، الذي رغم جمالياته النوعية، يبقى زياً يصعب ارتداؤه في الحياة اليومية، كما يمكن أن نرى المرأة السودانية أو الفلسطينية، حيث يحتاج الزي الليبي إلى وقت طويل لارتدائه من جهة، وهو زي داخلي بالأحرى ولا يمكن الخروج به للشارع دون مصاحبته «بالملحفة» أو «الفراشية» التي يجب أن تغطي الزي الأساسي لفرط جماله وخصوصيته.

وبالتالي لتمكين المرأة الليبية من المحافظة على الزي التقليدي الذي أخذت للأسف تتركه في الأدراج للأسباب المذكورة، وتنحو لارتداء ملابس غربية أو عربية من فضاءات أخرى، فكرت في ضرورة تطوير الزي لليبي وجعله أكثر عصرية وملاءمة للحياة اليومية.

هذا لم يمنع أن أستمر في إبداع الملابس الراقية والمستوحاة من التراث الليبي؛ خاصة في ما يتعلق بالأقمشة والأكسسوارات الرائعة التي يحفل بها موروثنا الضارب بجذوره في عمق التاريخ.

* هل تستلهمين تصميماتك من منطقة ليبية معينة.. أم من مناطق مختلفة؟ وكيف يستقبل العالم هذا الإبداع المميز؟
- إن مشروعي الفني يستند إلى التراث الليبي بالكامل، حيث أستفيد من خطوطه العريضة وأطوره على النحو الذي يجعله مناسباً للعصر والموضة كما أشرت. وقد لاحظت من خلال مشاركاتي العالمية أن العالم ينتبه ويهتم أكثر بأصالة المضمون وعمق انتمائه إلى أرضية تراثية ذات جذور عميقة، تميزه عن غيره من الموروث الإنساني في المناطق الأخرى. ففي هذا ثروة إنسانية كبرى تزركش اللوحة الأكبر للعطاء الإنساني. وترفض دوائر التقليد الأعمى الذي يقصر المنتوج السائد على أنماط متشابه، تخرج فجأة للسطح وتختفي كما خرجت بذات السرعة، وبحسب محركات أصحاب السوق. وذلك عكس الحفر باتجاه الذاكرة والتشديد على الأصالة المحلية التي تحتاج لصبر وجهد وكثير من التضحيات.

* لماذا التضحيات؟
- بطبيعة الحال يكون منتوج التميز، أو الالتزام بالموروث المحلي كمصدر ملهم، مقترناً بالذاكرة المحلية والذوق المحلي. وبالتالي فإن السوق أيضاً سيقتصر على مَن يفهم هذا البعد. أي أننا لن نجد بسهولة فرصة لتسويق إنتاجنا إلا بصعوبة، خاصة نتيجة لتكاليفه الباهظة. فإن صنع قطعة واحدة تحتاج لجهد كبير في النسج ثم التطريز والحياكة... و و و، التي نوظف فيها أفخر الحرير ونطرزها بالذهب والفضة. هذا هو تراثنا وإن كان مكلفاً، ونحن نعتز به.

نقلًا عن العدد الأسبوعي من «الوسط»، الصادر الخميس

ربيعة بن بركة.. سفيرة الموضة الليبية في عاصمة الموضة

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم