Atwasat

ميشيل أيوب.. مسحراتي مسيحي «والأجر على الله»

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 22 يونيو 2016, 12:10 مساء
WTV_Frequency

يقاوم المسحراتي الزمن وتقلباته، فرغم عدم اعتماد المسلمين حول العالم على شخص يوقظهم من أجل تناول وجبة السحور في ليل رمضان في ايامنا هذه، إلا أن قلة من الأفراد ما زالوا يتمسكون بهذه الوظيفة الموسمية، واليوم لدينا قصة مثيرة حول مسحراتي من نوع خاص.

إذ يختلط صوت المسحراتي ميشيل أيوب وطبلته بصوت هدير موج بحر مدينة عكا قبيل ساعات الفجر، وهو ينادي «سبحان الحي القيوم، سبحان الدايم، اصحى يا نايم»، إلا أن المسحراتي هذا ليس كغيره، فهو مسيحي يريد مشاركة المسلمين شهرهم المبارك، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

يعبر ميشيل خلال جولته كل أزقة مدينة عكا القديمة، هذه المدينة الكنعانية التي أُسِست قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة، ويحيطها سور قديم جدد بناءه الحاكم الفلسطيني في العهد العثماني ظاهر العمر الزيداني في القرن الثامن عشر.

يبدأ ميشيل أيوب البالغ (39 عامًا) جولته الليلية في شوارع عكا اعتبارًا من الساعة الثانية فجرًا، منطلقًا من حي الفاخورة قرب بحر عكا القديمة، مرتديًا سروالاً عربيًا تقليديًا مع شملة دمشقية تلف خصره ومسدلاً على كتفيه كوفية ومعتمرًا عمامة بيضاء.

وميشيل مسيحي كاثوليكي بدأ يسحر أهل بلدته المكر في شمال مدينة عكا وبلدة الجديدة المجاورة، ثم انتقل قبل 13 عامًا لإيقاظ الناس في مدينة عكا القديمة، وازدانت أحياؤها بالأضواء والعبارات المرحبة بشهر الصوم.

ابتهالات مرتجلة
يبدأ ميشيل مهمته بالبسملة يتبعها بموال «يا صايم وحد الدايم قوموا لسحوركم خلي رمضان يزوركم»، وينتهي من التسحير مع أذان صلاة الصبح. وهو يتفنن في ارتجالات ابتهالية تشعر الناس بالخشوع والسعادة.

ويحرص ميشيل على أن يكون قبل الوقت المحدد لبدء عمله، كي لا يتأخر على الناس، ويقول: «كنت أسمع وأنا صغير عن المسحرين وعادة التسحير وأجواء رمضان في قريتي، ورأيت أنها بدأت تندثر، وكنت أفكر طوال الوقت بفكرة إحياء التراث حتى لا تنقرض هذه العادة».

وكان لميشيل فرقة عراضة للأفراح لكنه بات يفضل مواويل السحور، موضحًا: و«أخذت على عاتقي إعادة تقليد السحور، وكانت مهمة صعبة، أصعب من العمل بالموسيقى... أنا أنتظر رمضان بالدقيقة والثانية، وهذا ليس اختياري هذا اختيار الرب لي لهذه المهمة، فلي علاقة روحية بها لأن الرب يسوع المسيح يبشرني بأن أساعد أخي المسلم الذي يتكبد مشاق الصوم والعطش».

ويروي ميشيل أن جده لأبيه كان كل يوم جمعة يستمع إلى القرآن الكريم حتى الواحدة ظهرًا، موضحًا: «تشربنا ذلك من البيت»، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

يعمل ميشيل أصلاً في التبليط والقصارة والبناء

ويعمل ميشيل أصلاً في التبليط والقصارة والبناء ويقول: «تعودت أن أذهب متأخرًا إلى العمل في رمضان بعد التسحير، فأنا أحب ما أقوم به... أنا لا أقبل نقودًا من الناس في مقابل مجهودي، فهذا شهر كريم يعطينا من حسناته وأنا أعطي مجهود 30 يومًا لرب العالمين».

ويلاقي العكاويون تطوع ميشيل لهذه المهمة بالترحيب، ويردون على صيحاته ومواويله حين يمر في حاراتهم «الله يسعدك»، ومنهم من يخرج إلى الشرفات لإعلامه بأنهم استيقظوا للسحور. وتخبر صابرة عكر (19 عامًا) وهي تجلس مع عائلتها لتحضير طعام السحور: «ننتظر ميشيل بفارغ الصبر، نحن نحبه ونحب صوته كثيرًا.. كبرت وأنا أسمعه». وتقول صفية سواعد (36 عامًا): «فخورون به (..) الله أرسله لنا لكي يبعث لنا هذه الأجواء الساحرة، وهو أحيا تقليدًا مات عندنا».

يصطحب ميشيل معه صبيًا يدعى أحمد الريحاوي ( 12عامًا) من أصول أفريقية، وهو يلبس سروالاً أسود، ويتناوب معه على الضرب على الطبلة الصغيرة، ويقول ميشيل عنه: «أرى فيه مسحراتي المستقبل فهو متعدد المواهب».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مسرح جمال الدين الميلادي يستقبل اليوم العالمي للمسرح بـ«على الخشبـة»
مسرح جمال الدين الميلادي يستقبل اليوم العالمي للمسرح بـ«على ...
سنغافورة تأمر سفارة إسرائيل بحذف منشور عن فلسطين استشهدت فيه بالقرآن (فيديو)
سنغافورة تأمر سفارة إسرائيل بحذف منشور عن فلسطين استشهدت فيه ...
مسرح «لا كولّين» الفرنسي يقدّم عملاً على خشبة «مونو» في بيروت
مسرح «لا كولّين» الفرنسي يقدّم عملاً على خشبة «مونو» في بيروت
منصور بوشناف: مشروعي الحقيقي النبش في الموروث المعرفي الليبي
منصور بوشناف: مشروعي الحقيقي النبش في الموروث المعرفي الليبي
الشرطة تغلق شكوى قدمها مصور ضد والد تايلور سويفت
الشرطة تغلق شكوى قدمها مصور ضد والد تايلور سويفت
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم