Atwasat

التحليل النفسي لصناع دراما العنف في رمضان

القاهرة - بوابة الوسط السبت 25 يونيو 2016, 02:39 مساء
WTV_Frequency

تسيطر مشاهد العنف على الدراما المصرية في موسم رمضان لهذا العام، ويفسرها النقاد على أنها انعكاس لرغبة صناع المسلسلات في خلق خلطة تشويقية تجارية مضمونة المكسب.

وبعد سنوات من احتلال السياسة والنقد الجريء للمجتمع والدولة وأجهزتها، صدارة مواضيع المسلسلات الرمضانية بعد ثورة 25 يناير 2011، عادت هذه المواضيع لتختفي شيئا فشيئا، مفسحة المجال أمام عودة مواضيع تقليدية، مثل انتقاد «العناصر السيئة» في أجهزة الأمن، في مقابل إظهار «العناصر الجيدة» من جهة أخرى، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية، السبت.

نسبة مشاهد القتل والدم والتفجيرات هي الأعلى في هذا الموسم

لكن نسبة مشاهد القتل والدم والتفجيرات هي الأعلى في هذا الموسم مقارنة مع ما كان عليه الحال في المواسم السابقة، وبات نادرا أن يغيب العنف عن مشاهد المسلسلات الاثنين والثلاثين التي تعرض على الشاشات في هذا العام، وان اختلف حضور العنف بين عمل وآخر، ولاسيما في "راس الغول" لمحمود عبد العزيز، و«الأسطورة» لمحمد رمضان، و«القيصر» ليوسف الشريف، و«شهادة ميلاد» لطارق لطفي.

ويعيد أستاذ علم النفس شاكر عبد الحميد الذي سبق أن شغل منصب وزير الثقافة، جذور هذا العنف في المسلسلات إلى «الأحباط الذي أصيب به الشباب إثر عدم تحقق أهداف ثورة 25 يناير بشعاراتها الحرية والعدالة الاجتماعية».

ومن بين اقسى المشاهد التي تضمنتها هذه المسلسلات مقتل رفاعي (محمد رمضان) في مسلسل «الأسطورة» أمام أسرته، وقيام شقيقه بالانتقام العنيف له، وكذلك مشهد قتل شاب لأحد المتشددين الذين حاولوا الاعتداء عليه في مسلسل «القيصر».

ولا يستبعد الناقد السينمائي طارق الشناوي في حديثه عن ظاهرة العنف في الدراما ان يكون «عنف الدولة عكس نفسه» على هذه الاعمال، سواء "كمنفذ للتعبير عن المكبوت" من جهة، او "لتبرير عنف الدولة تجاه المجتمع" من جهة أخرى، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

إلى ذلك، قد يكون هذا العنف عامل جذب للمشاهدين وللاعلانات التجارية لكونه «عنصر تشويق يجذب المكاسب التجارية للقنوات»، بحسب شاكر عبد الحميد. وبالفعل، تحظى هذه المسلسلات بمستوى إقبال واسع وإعلانات تجارية كثيفة.

اضطرابات نفسية
وفي سياق غير بعيد، احتلت المشاكل النفسية موقعا كبيرًا في مسلسلات هذا العام. وظهرت الشخصيات المضطربة في مسلسلات «سقوط حر» من اخراج التونسي شوقي الماجري وبطولة نيللي كريم، و«فوق مستوى الشبهات» لهاني خليفة من بطولة يسرا، و«هي ودافنشي» لعبد العزيز حشاد من بطولة ليلى علوي وخالد الصاوي، و«الخانكة» لغادة عبد الرازق.

وتصور هذه المسلسلات أزمات نفسية مرتبطة بالعنف ومتمردة على القمع، من خلال التمرد على العلاقة مع الام أو الأب أو العلاقات الأسرية.

ويقول الناقد سيد محمود رئيس تحرير اسبوعية «القاهرة» الثقافية «المجتمع يعاني انسداد الافق وانغلاق ابواب الأمل في التغيير».

ويضيف أن التعبير عن ذلك يكون في «العنف المرضي الذي يدفع لارتكاب جرائم قتل، أو إثبات الذات من خلال هذه الجرائم، أو التمرد من خلالها على اشكال السلطة القائمة اجتماعيًا وسياسيًا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عزالدين الدويلي في تجربة أولى للتأليف والإخراج
عزالدين الدويلي في تجربة أولى للتأليف والإخراج
فيلم عن سيرة بوب ديلان بطولة تيموتيه شالاميه
فيلم عن سيرة بوب ديلان بطولة تيموتيه شالاميه
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
«أسوان الدولي لأفلام المرأة» يكرم أستاذة المونتاج منى الصبان
«أسوان الدولي لأفلام المرأة» يكرم أستاذة المونتاج منى الصبان
«بريتش ميوزيم» يعيّن مديراً جديداً بعد أشهر من فضيحة السرقة
«بريتش ميوزيم» يعيّن مديراً جديداً بعد أشهر من فضيحة السرقة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم