Atwasat

مع الحوار بشروط

فوزي عمار الأربعاء 25 فبراير 2015, 02:32 مساء
فوزي عمار

لست مع قرار البرلمان الأخير تعليق مشاركته في الحوار، ولكن من جهة أخرى على السيد ليون أن يعرف أن الحوار يجب ألا يستمر إلى ما لا نهاية، وليبيا يوميًا تفقد في أرواح أبنائها.

الحوار ليس للحوار فقط. الحوار آلية للحصول على نتائج.

وهنا تظهر إشكالية المؤسسات الدولية التي يديرها موظف حريص على مركزه الوظيفي بالدرجة الأولى، عقلية تعرف بالبيروقراطية.

تعرفت شخصيًا في مدة قصيرة على عمل UNDP في فينيا، فطبيعة الموظف أنه ليس بالشخص المبادر بل يمارس دورًا مرسومًا له بدقة دون حيود فيما يعرف بـ job description، كما أن 99.99% من الموظفين بالمنتدى الدولي هم أجانب وليسوا عربًا، ناهيك على أن يكونوا ليبيين ولا يريدون الاستعانة بالخبرات الليبية الذين يعرفون تضاريس ليبيا السياسية والاجتماعية. وظهر ذلك جليًا في اختيارات السيد ليون الأطراف المشاركة في الحور، منها من ليس لها أي ثقل مجتمعي أو مهنية وحرفية أو تاريخ نجاح وظيفي أو سياسي.

الانقلاب على الحوار في ليبيا حدث قبل أن يبدأ الحوار واحتكم البعض للسلاح

حوار دون توقع مخرجات وإطار زمني سيكون ترفًا وعملاً تظهر به المؤسسة الدولية أنها تقوم بعمل دون عمل، وهذا ما قاله السيد طارق متري المبعوث السابق لليبيا صراحة بعد أن استقال أو أقيل، حيث قال: الدول الغربية قالت لي إنها تريد أن تظهر بمظهر أننا نتحرك لإيجاد حل.

كما أن تجربة اليمن الفاشلة للحوار التي لم يستطع أحد تطبيق مخرجاتها على الأرض، وجاء الحوثيون بانقلاب عسكري، وضرب عرض الحائط بكل جهد الحوار ونتائجه التي قاربت 1300 مخرج وقرار استغرقت 1800 جلسة ذهبت مع الريح، و لم نر تحركًا للمجتمع الدولي حتى الآن.

الانقلاب على الحوار في ليبيا حدث قبل أن يبدأ الحوار واحتكم البعض للسلاح...

السؤال المهم الآن، ما هي المخرجات الأساسية التي يتوقعها السيد ليون من هذا الحوار؟

وما هو الإطار الزمني لذلك؟ لأن كل يوم تأخير يعني مزيدًا من القتل والجرحى والأموال المسروقة. والأهم أن نعرف ما هي آلية تطبيق مخرجات الحوار؟

وعدم ضمان تكرار ما حدث بعد خسارة فريق نتائج الانتخابات و تكرار تجربة انقلاب الحوثيين التي ليست ببعيدة...

هل يملك السيد ليون الإجابة عن هذه الأسئلة البسيطة؟