Atwasat

هل تجد وكالة ناسا مبتغاها في ليبيا؟

عز الدين عبد الكريم الأحد 16 فبراير 2014, 05:54 مساء
عز الدين عبد الكريم

بوصول الاستهداف الإجرامي إلى الأطفال في مدارسهم، ومع عدم مغادرة خبر محدد لذهني، متعلق بما تناقلته الوكالات من تقديم العالم الأميركي الدكتور راون جوزيف دعوى قضائية ضد وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" لدفعها إلى الكشف عن كل ما تملكه من معلومات حول اكتشافاتها خاصة حول صخرة غريبة ظهرت من مصدر غير مفهوم أمام مسار المسبار "كيوريوسيتي"، وأحالني الخبر إلى فكرة لمحاولة إنقاذ "ناسا" من مآزقها القانونية بدفعها إلى مزيد من الاكتشافات السهلة والميسرة والتي لا تحتاج إلى مركبات فضائية ورواد فضاء ولا حتى إلى أي مسبار، فآلات تصوير بدائية جدًا، قياسًا بمسابيرها، جد كافية لأن تحقق اكتشافات غير مسبوقة، ومن على الأرض الليبية، وبشكل أكثر تحديدًا في مدينة بنغازي وما جاورها.
بالنظر إلى جملة الحقائق المعروضة علينا، نحن أبناء الشعب الليبي، أو أكثريته على الأقل، من قبل كل مؤسسات الدولة باختلاف أشكالها وألوانها وتخصصاتها ومواصفاتها، يبدو أن أمر تموقع فرع (على الأقل) لوكالة ناسا عندنا سيحدث قفزة علمية غير مسبوقة. فمن خلال إيماننا (الراسخ) بكفاءة مؤتمرنا الوطني، وحرصه على وحدة البلاد ورقيها، وانطلاقًا من إيمان آخر، راسخ هو الآخر، بأن هذا المؤتمر ليس على قدر المسؤولية فحسب، بل على قدر مسؤوليات أكبر وأعمق وأشد، لما يتميز به من حس وطني، وعدم سماحه لأي كان المساس بأي جزء من أجزاء الوطن وأي ظفر من أظفار أي مواطن من مواطني البلد، وعدم رضوخه لأي مساومات، داخلية كانت أو خارجية، وعدم ارتجافه أمام أي تهديدات، مثبتًا صلابته، ليس وحده فقط بل حتى لحكومتنا الرشيدة بقضها وقضيضها، وفي قضيضها* أعداد وتفاصيل لا يمكن حصرها إلا بمسابير ناسا، فقد أفادتنا كل مكونات الدولة هذه ومنذ إعلان ما يعرف تأريخًا بالتحرير، بأنها تنتفض كالذي يتخبطه الشيطان من المس، عند حدوث أي كارثة في أي جزء من أجزاء الوطن، أو عند مس السوء بأي مواطن أو مكون أو مكتسب، خاصة عندما يكون هذا السوء اغتيالاً واختطافًا وتعذيبًا وتغييبًا بشتى الطرق والوسائل التي لا يدرك كنهها حتى هدهد سليمان. ولما كانت التحقيقات التي يعلن عنها في حينه ذلك القض والقضيض وما يتبعهما ومن يتبعان إليه واقعيًا، تنتهي بأن تسجل ضد مجهول منذ الحادثة الأليمة لاغتيال اللواء عبدالفتاح يونس ورفيقيه إلى آخر القائمة التي لا تتوقف، حتى كتابة هذه السطور، في طول البلاد وعرضها، فإنه وانطلاقًا مما سبق من تقييم لمؤسساتنا، لا يمكن تفسير الأمر إلا أن مخلوقات غير مقدور على معرفتها، حتى باستعمال الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وما بينهما من ألوان قوس قزح، هي من تقف وراء سيل البلاء الذي يحل بمواطني هذا الوطن، على الرغم من التطمينات المتكررة و(المشكورة) والتي تهدئ من روعنا في أن بعضًا من هذه الحوادث ما زالت التحقيقات فيها جارية ويلفها الكتمان لسريتها، على الرغم من معرفتنا ضمنيًا أنه لو أرادوا حقًا الكشف عن أحد متورط، لتمكنوا من تحديد الجرائم التي قام بها أسلاف هؤلاء حتى امتداداتهم العرقية في العصور الحجرية.
وعندما نربط الأحداث على أرضنا مع تحرك الحجر فوق المريخ والذي يطالب به العالم الأميركي الدكتور راون جوزيف، مع تكرار إعلان التقييد ضد مجهول عندنا، لا يمكننا إلا أن نتصور أن وكالة ناسا ستجد عندنا رصدًا سهلاً لمخلوقات فضائية، تأسيسًا واستنادًا على الخاصية الليبية في "التقصقيص"، والذي يمكن عبره سؤال أي طفل عما تطبخ السيدة في آخر بيت بالشارع، فينبئك ليس بطبخها فحسب، بل بمخططاتها الاجتماعية للعشرة أيام المقبلة. أما السابقة فتلك يمكن الحصول عليها بالفيديو. فمرحبًا بناسا، علّها تحقق شيئًا من الضبط للمخلوقات الفاسدة عندنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القضُّ: الحجر الكبير، والقضيض: الحصى أو الحجر الصغير.