Atwasat

حديث السكن والألفة 23- معارك الزواج

حنان عبدالرحيم الأربعاء 03 يناير 2018, 02:08 مساء
حنان عبدالرحيم

حنان عبد الرحيم


أحيانا يتحول نقاش إلى جدل، وقد تنشب معركة بسيطة بين الزوجين، كأن ينتقد أحدهما سلوك الآخر، في مسألة تتعلق بالتبذير، أو في عدم اهتمام أحدهما بعائلة الآخر؛ كأن يعتقد أنه يترفع عليهم فتتفاقم وتتداعى فتطفو، بالمناسبة، مشاكل قديمة مجددا وتصبح مشكلة أكبر مما تسبب في الجدال. البحُاث في المسائل العائلية، أبرزوا المشكلات الزوجية واختصروها في ثلاث نقاط رئيسية، هي:
1- سطوة ما يعتقدون أنه مساس بالكرامة الذاتية، إذ يعتقد أحدهما أن الشخصية التي يرسمها لذاته يهددها الطرف الآخر، ويشعر أنها تتشوه، ولذا يهب للدفاع عنها، ناسيا أن توسع الجدل سوف يأخذه إلى نقطة أبعد وأخطر، وأحيانا تصعب العودة منها. الحقيقة أنهما غالبا ما ينسيان الحادث الأساسي الذي تسبب في تفاقم المشكلة.
2- سوء الفهم، من الأمور الطبيعية كأن يجنح المرء إلى تفسير خاطئ لما يسمعه، فعلى سبيل المثال لو أن الزوج قال لزوجته: "وجبة الغداء اليوم رائعة ولكنك أكثرت اللحم .." قد لا تنتبه إلى إطرائه، وإنما تعتقد أنه يلمح أنها مبذرة. وهكذا نجد أن سوء الفهم نتج إما لأن الزوجة لم تقرأ معاني جملة زوجها بما يقصده، أو أنها لم تنتبه إلى أن الهدف هو في الأساس إطراء لما أعدته، بمعني أنها لم ترَ كوب الماء ممتلئا إلى النصف وإنما رأته فارغا إلى النصف.
3- الخلط ما بين الظاهر والباطن، فقد تتذمر الزوجة -في الظاهر- من عدم اهتمام الزوج بمراجعة واجبات الأطفال المدرسية، أحيانا يدافع الزوج عن نقسه، أو ينسحب من النقاش، أو يتجاهل تذمرها، فتتملكها خيبة تجعلها تتجه نحو تذمر كأن تشكو له من حذائها المفضل الذي لم يستبدل منذ أشهر. والحقيقة أن للزوجة شكوى باطنة هي أسباب تذمرها، فهي تريد أن تسمع منه جملا رقيقة وإشادة بما تقوم به من أجل تربية الأطفال ومساعدتهم في دروسهم وكذلك لفتة منه تبرز امتنانه من حسن تدبيرها وحرصها على الاقتصاد والتدبير المنزلي. الظاهر والباطن في التذمر هو من أهم أسباب تفاقم المشاكل، ولذلك يتعين أن تكون هناك مصارحة حقيقية مباشرة بما يحس به الطرفان وما يعتقدا أنه تقصير من الشريك.
ويختصر المتخصصون أن سلوك الأزواج غير الحكماء، كثيرو الجدل يعود معظمة إلى أخطاء ثلاثة:
1- الغموض، لا ينبغي أن يعتمد الزوجان على التلميح، الأفضل أن يكونا صريحين مباشرين، الأفضل أن يقول الزوج: " أريد طبيخة الفاصوليا بالكرشة" بدلا من يقول: "طبيخك للفاصوليا باللحمة، يكون أفضل بالكرشة" فالزوج في الحالة الأولى قال بصراحة ما يريد. لم يلتجئ إلى التلميح وهو الأمر الأسلم. فلا ينبغي أن تقول الزوجة عندما يأتي لها زوجها بفستان مشجر، أنه جيد ولكن اللون الغامق أفضل من دون أزهار، بل ينبغي أن تحدد له الشكل الذي تفضله.
2- كأن تقول الزوجة أو الزوج: "إنك لم تسألني من زارني، عندما رأيت فناجين القهوة في الصالون" بينما الأسلم أن يكون طلبك مباشرا، كأن تقولي: "وددت لو أنك سألتني من زارني اليوم؟" فلتكن الأسئلة والاستفسارات في قالب إيجابي.
3- كنا قد تناولنا في أكثر من موضوع ضرورة الإصغاء، وبينا فنونه. فالإصغاء أمر غاية في الأهمية، ولذا يتعين أن نتجنب هفواته، فمثلا، تقول الزوجة: "كان يومي متعبا فلقد قمت بتنظيف الغرف كلها.. " على الزوج أن ينصت ويتعاطف مع زوجته، لا أن يجيبها: "وأنا أيضا كان يومي متعبا.. ". بالطبع هناك أمثلة أخرى كثيرة، وإن كانت لا تختلف كثيرا في مجملها عن هذه الأمثلة.