Atwasat

رد على مقال "الائتلاف الديمقراطي وصحوة التيار المدني"

فتحي خليفة عقوب الأربعاء 16 أبريل 2014, 04:11 مساء
فتحي خليفة عقوب

إنّ قراءة عابرة للمقال المشار إليه ونسخ أخرى سابقة، كفيلة بأن تقذف بك في أحضان الدهشة أو الحيرة أو كليهما، بسبب الصّدمة من ذلك "الوسط" الذي لا ساحل له ولا شاطئ، والذي ينبغي أن تصب كتابات الصحيفة فيه نهاية المطاف، حتى تدرك بسهولة أنه عنوان كتحفة لتزيين مدخل البّوابة وصورتها، لكنَّ الدَّهشَة تزداد كلما أوغلت في تفاصيل محتوى لا يَمُتُّ للوسطية بصلة بل يناقضها جملة وتفصيلاً! من خلال حزمة من الادعاءات والتأويلات والاتهامات المجردة، مما يَشي باستخفاف بعقول القرَّاء، يُعفي كثيرين من مواصلة القراءة، ويعفي الآخرين من عناء البحث أو السؤال عن المهنية الصحفية أو الحيادية الموضوعية، فالكاتب لم يترك مساحة لأي كان إلا للاتفاق أو الاختلاف الكلي معه، نظرًا للحشد والتكريس الذي مارسه، معلنًا خصومته غير المهنيّة مع مَن يصفهم بـ "الإسلاميين".

إنّ الحشد الهائل من المغالطات التي برزت في مقال الكاتب، تكاد تكون أجهضت البقية الباقية من بصيص أمل في العثور على نقاط التقاء في "وسط" الطريق أو حتى الوقوف عند بوابته على الأقل، بل إنها تُبدّد بوادر أي توافق أو تفاهم أو تفهم حتى، وهو أمر يؤسَفُ له في إطار حاجة الوطن الماسّة لتقريب وجهات نظر الفرقاء، وتجسير الهوة بين الخُصماء، ومُحزنٌ حقًّا أنْ يكون أداء من يوصفون بـ"النُّخبة" المثقفة و"المتمدّنة" تحريضيًا يُهيّج العداوة والبغضاء، وينشر الكراهية ويوسّع الهوة بدل ردمها، في تلك الأجواء يصعب جدًا أنْ يجد الأمل طريقًا لخط "وسط" طالما تفاءلنا بقربه واحتفينا بمقدماته! فكلمة "الوسط" كما "المدنية" وغيرها من ضحايا الكلمات التي أصبحتْ أوعية مُفرّغة مِن مضامينها، حين عُرضَتْ على مقصلة التوظيف السياسي، بل أُجبرت على حشوٍ مِن المعاني ليس لها به صلة، فكأني بها مذ ذاك تَتوشَّحُ السّواد كلّ يوم، وهي ترى تلك التوظيفات السياسية والمُسيّسة تَعبثُ بها وتُقامر، في لوحة سوداوية تَرسمها رصاصة غادر كما يخطها قلم كاتب سواء! مغالطات بلا حدود!


1) يُنبهنا الكاتب بداية على ضعف ما وصفه بالتيار المدني وارتباكه، ليعود لاحقًا ليحثنا على الاستبشار معه بلملمة شتاته!. فقد ذَكَرَ لنا بأنَّ ذلك التيار قد تفاجأ من موجة الثورات التي لم يعمل لها حسابًا، مما يُشير لانفصال ذلك التيار عن واقعه، فكأني به يعتبر ذلك الأداء الهزيل والضعف البنيوي لدرجة العجز عن قراءة مُعطيات الواقع دافعًا لنا للاستبشار معه؟!. في الوقت نفسه، وبالمقابل يؤكّد لنا أنّ هذه المسألة –الاتصال بالواقع- كانت إحدى نقاط قوة التيار الإسلامي –غير المدني وفقًا لمفهوم الكاتب– الأكثر تنظيمًا والذي بدَا مُتحفِّزًا يقظًا، يُحسن –وفقًا للكاتب– استخدام الفُرص واستغلالها، إلى درجة أنّه صار رقمًا في الثورة وأفاد منها، على الرغم من زعم الكاتب أنه لم يشارك فيها، بل يتهمه بأنه حاول إفشال الثورة عبر التّوسّط بين الثوار وبين نظام القذافي، استنادًا لشهادة أحد ألدّ الخصوم السياسيين للتيار الإسلامي، فمتَى كانت شهادة الخصم حجة في المنطق فضلاً عن الشرع الذي طَوى حتى شهادة الأقران في بعضهم البعض ورفضها، فَضلاً عن خصوم السياسة! في الوقت نفسه تُوصف كتائب الثوار التي تَقدّمت في جبهات الشرق والغرب ومدن ليبيا الثائرة (1) (17 فبراير في بنغازي –راف الله السحاتي– حماية بنغازي، كتائب ثوار مصراتة وغيرها، والتي انضوى معظمها تحت دروع ليبيا برئاسة الأركان لاحقًا)، بأنها الذراع العسكرية للتيار الإسلامي ولحركة الإخوان تحديدًا، وهي من قادة حرب التّحرير ضد نظام المقبور!

الحشد الهائل من المغالطات التي برزت في مقال الكاتب، تكاد تكون أجهضت البقية الباقية من بصيص أمل في العثور على نقاط التقاء في "وسط" الطريق


2) يعود الكاتب ليضعف الرأي ويوغر الصدر تجاه التيار "المدني"؛ حين قَرّبه مِن الغنم التائهة لا تجد راعيًا -على الرغم من أن المفترض رفضه لفكرة الراعي والرعية بالأساس- إذ يُعزّز حالة ارتباك التيار المدني التي يكرر وصفها ويبررها بتمحوره حول "محمود جبريل"، الذي قال عنه: سرعان ما غادر البلاد مع أول موجة للاغتيالات، وترك تحالفه الذي حاز ستين مقعدًا في المؤتمر دون راعٍ، وهذا غمزٌ للراعي أو الزعيم أو القائد أو الشخصية المحورية ولمزٌ فيه! تغني عن السؤال عن متى أقام جبريل في ليبيا؟ ومتى تركها؟ ولماذا؟ فالواقع يغني عن الاجتهاد والتَّحليل، ويستمر الكاتب في توقّعه استبشارنا معه بالتيار "المدني"، وهو يسرد لنا حزمة معطيات تؤكّد لنا كما الواقع بأنه لا يملك أيّ قدرات تنفيذية ولا حنكة سياسية ولا قيادة رصينة ولا آلية قرارات حكيمة، فضلاً عن تفكك صفه، وسوء قراءته للواقع، بل يصفه بالخاسر لأغلب "الصفقات" التي دخلها مع الكتل الأخرى! فهل هذه مؤهلات لقيادته المرحلة القادمة من خلال الائتلاف الجديد المُحتفَى به!


3) خلطَ الكاتب حين احتسب كتلة الوفاء على الجماعة الإسلامية المقاتلة، مما يدل على جهله بواقع المؤتمر الوطني، وبواقع كتلة الوفاء تحديدًا، التي ضمّت عناصر من جميع التيارات من الجبهة الوطنية وعددًا من الأحزاب وكثيرًا من المستقلين الوطنيين، فحكم عليها من خلال شخص السيد عبدالوهاب القايد أحد رموز الكتلة، وهو حكمٌ متهوّر يُفقدُ الثقة في مجمل أحكام واستدلالات ركيكة سردها الكاتب تبعًا، منها الغثّ والسّمين! ونحوا منه اعتباره كتلة العدالة والبناء ممثلة لحركة الإخوان المسلمين، التي تنتهج الخط الدّعوي بالأساس وليست من مكونات العمل السياسي، وإنما تركت المجال أمام من رغبَ من أعضائها في الممارسة السياسية مِن خلال حزب العدالة والبناء!


4) يعود بنا الكاتب للنيل من التيار "المدني" ويعتبره فريسة قد وقعت سهلة أمام التيار الإسلامي "بشقيه"، بل بالغ واتّهمه بالخضوع لهيمنته، فضلاً عن ترغيبه وترهيبه! وهو أقرب لاتهامه بالغباء السياسي!
على الرغم من أنَّ القاصي والدَّاني شاهدَ الترهيب عبر شاشات التِّلفاز تمارسه أذرع تحالف القوى الوطنية "التيار المدني"، وهي تُمارِسُ التَّهديد عَلنًا تجاه أعضاء المؤتمر الوطني العام على مرأَى ومَسمَع مِن الليبيين والعالم ضِمنَ سلسلة انقلابات "إعلاميّة" تشي بفشل الذراع العسكرية للقوى "المدنية" هو الآخر! بل بلغ الأمر إلى حدّ تهديد رموز التيار الإسلامي والإخوان بخاصة بالاغتيال والتَّصفية الجسدية علنًا!
على غرار ما كان معمولاً به في حقبة المقبور وعصر الجماهير التي واكبها الكاتب وعايش أحداثًا مهمة منها ويعرف تلك المرحلة جيدًا!


5) يعود الكاتب ويؤكّد لنا هشاشة بنية التيار "المدني" بل إفلاسه السياسي وأنه وقع ضحية الترغيب بعد الترهيب، من خلال صفقات خاسرة عقدها مع الكتل "الإسلامية" كان موضوعها المناصب وتعيين أقارب النُّواب في الداخل والخارج! وهذه تهمة أخرى للتيار المدني وغيبوبة أخرى عن الواقع يؤكدها لنا الكاتب؛ فالجميع يعلم أنَّ التَّعيينات وبخاصة المغري منها كان في الملحقيات والبعثات الدبلوماسية بالخارج، وكلّها كانت مُحتكرة بيد السيد علي زيدان، استخدمها وسيلة لتفكيك عثرة الـ 120 صوتًا داخل المؤتمر الوطني، هناك عيّنات مِن تلك القرارات مسرّبة عبر المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، ولم يكن المؤتمر ولا كُتله تملكُ سلطة التعيين، وبخاصة مع سيطرة زيدان على جميع الاختصاصات واستئثاره بها دون حتى الوزراء المعنيين، ولو كان المؤتمر يملك سلطة تعيين أو عزل لكانت الكتلة الأكبر فيه "المدنية"، هي صاحبة نصيب الأسد فيها، بغض النظر عن ضعفها وهشاشتها!

بالغ الكاتب في إتحافنا بنبوءة فشل التيار الإسلامي في الانتخابات القادمة، استنادًا على فأله بانتظام عقد التيار "المدني"


6) في محاولة بائسة، حاول الكاتب الربط بين التيارات الإسلامية السياسية، وبين التنظيمات المتطرفة في شرق البلاد، متغافلاً عن بيانات كثيرة صدرت عن تلك التنظيمات تهدد فيها باستهداف رموز التيار الإسلامي، وعلى رأسهم الإخوان المسلمين، فضلاً عن كونها كما وصف الكاتب عداءها للديمقراطية ورفضها آلية الانتخابات بالأساس، فكيف يستقيم الربط بينها وبين الكتل السياسية التي ما وصلت إلى "الهيمنة" المزعومة على مفاصل المؤتمر والحكومة والدولة، بل والبر والبحر والسماء والأرض، إلا عبر تلك الآلية الديمقراطية وحكم صناديق الاقتراع، التي ما زالت كتل المؤتمر "الإسلامية" تؤكد التمسك بها وبأنها المسار الوحيد الذي لا يمكن العدول عنه في بناء الدولة ومؤسساتها، بخلاف التيار "المدني" ذو الأذرع المسلحة الذي طالما هدَّد بالانقلابات المسلحة وبالاغتيال، محاولاً فرض أجندته "المدنية" بالقوة وفي أكثر من مناسبة.


7) بالغ الكاتب في إتحافنا بنبوءة فشل التيار الإسلامي في الانتخابات القادمة، استنادًا على فأله بانتظام عقد التيار "المدني"، الذي يبدو أنه استلّ له هذا الوصف من كلمة "الديمقراطي" الواردة في تسميته، بل بشّرنا بصموده في وجه تهديدات التيار الإسلامي التي لم يسعفنا ببعضها أو حتى بملخص لها، وإنْ كُنَّا قادرين على أنْ نُسعِفَه بمقاطع مرئية لتهديدات التيار "المدني" "المسلح" "الديمقراطي" الصريحة والمعلنة لخصومه السياسيين، بداية من رئيس المؤتمر إلى رؤساء الكتل إلى بقية الأعضاء غير "المدنيين" كما زعم! والغريب أنّه وصف الإسلاميين بالهيمنة على الدّفاع والداخلية، وهذه مغالطة فاضحة، فمتى تولّى حقيبة الدفاع أو الداخلية محسوب على هذا التيار؟ فضلاً عن هيمنة زيدان على كل الملفات والحقائب المهمة، وعلى رأسها الدفاع والداخلية، فإن مَن تولوا هاتين الحقيبتين هم من المحسوبين على التيار "المدني" إيّاه، وهم من أنفقوا أكثر من 11 مليارًا على هاتين المؤسستين ذهب جلها هباءً منثورًا ولم يرَ الناس شيئًا يُذكر على أرض الواقع! فهذه إلى المماحكة أقرب منها إلى المغالطة. 8) أما ثامنة الأثافي؛ فهي للأسف تلك النَّبرة التشاؤمية التي أغرقنا فيها كاتب المقال في خاتمته حين قال: "سنشهد التفجيرات والاغتيالات ليس فقط في بنغازي، وإنما أيضًا في طرابلس، وإذا وصلت الأمور إلى هذا الحدّ فسيحفر التيار الإسلامي قبره بيديه"! لا أجد أي علاقة ولا رابط بين هذه النتيجة التي نأمل أن يُخيّب الله تعالى ظنّه فيها، وبين مقدماته الطوال المنبتة الصلة بالواقع وبالنتيجة، وبخاصة إشارته بهيمنة الإسلاميين على مفاصل الدولة والحكومة، تلك الحكومة التي كنَّا نسمع مِن أتباع التيار "المدني" خلال الشهور الماضية بأنَّ الإسلاميين هم مَن يعرقل عملها، وأنهم يَسعون جاهدين لإسقاطها واستبدالها! إذ كيف يعقل أن يسقطوا حكومة يسيطرون عليها؟ بخاصة في ظل وصفهم بالدهاء ودقّة التنظيم والمكر! أي استغفال هذا؟ ثم يجمع الكاتب إلى ما سبق إسفافًا غير مُبرَّر في وصف أعضاء التيار الإسلامي بأنّهم سيعودون مدحورين إلى الكهوف التي جاءوا منها، مُتجاهلاً بأن جميع مَن يمثّل هذا التيار سواء داخل المؤتمر الوطني أو في الحكومة إنما هم صفوة من المجتمع، من مثقفيه ومتعلميه ومن حملة الشهادات العلمية العليا، وأرصدة الخبرة العملية بالداخل والخارج، وفي أهم المجالات وجلّها، وإذا أردنا عقد مقارنة لفعلنا ولجزمنا بنتيجتها، لكننا نستعيض عنها بشهادات تكرّرت مِن أقطاب التيار "المدني" (لعل هاجر القايد مِن بينها) تُؤكّد تفوق أعضاء التيارات الإسلامية بعامة في المجالات العلمية والعملية، وما تنظيمهم وانضباطهم بلوائح عمل المؤتمر الوطني وانسجامهم في العمل إلا برهان ذلك، بينما أعفانا الكاتب مرارًا من عبء توصيف التيار المقابل والموصوف بأنه "مدني" وتقييم هشاشته وضعفه بل حتى ارتباكه وبلادته وتشتته، وفقًا للكاتب وشهادته، أخيرا، يعلم القدير، أنه ما دفعني لكل ما سبق، ولا حثّ على نثر هذه الكلمات إلا هم الوطن والحرص على أمنه واستقراره، وتفويت الفرصة على بذور الفتنة والكراهية، التي سنجني ثمارها جميعًا إنْ أينعتً، مع علمي ويقيني بأنّ ليبيا وطن الجميع، ولن تُبنى إلا بهمّة الجميع وهمهم، وأنه وطنٌ يستوعبهم جميعًا باختلاف أفكارهم وأحزابهم وانتماءاتهم وآرائهم واجتهاداتهم، مادام لم يكن سعي لاحتكار ذلك الوطن الرَّحب الفسيح، وحشره في ضيق الأغراض والأهواء.


ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعه * وألا أرى غيري له الدهرَ مالكًا، يجب أن يعلم الجميع أنها "معادلة وطن" لا أموال ولا أغراض، وأنّه لا بديل لأحدنا عنه، وأنه ما لم نُحسن العيش فيه جميعًا ومعًا، فلن يكون لأي منا وطن، وستغرق السفينة بالجميع، وإنّي وإنْ أغلظتُ العبارة أحيانًا فما ذاك إلا لذاك، وليس هو بمنهجي ولا أسلوبي، لكنها ضرورة ألجأتني إليها الظروف لا كلمات الكاتب، فهو واحدٌ مِن عشرات، لم أستهدف شخصه ولا يهمني ذلك، لكننا سئمنا من سماع هذه الكلمات وقراءة الهرطقات، التي لا نملك إلا محاججتها بالكلمة والرأي، أعجبني تعبيرُ أحد المثقفين ممَّنْ وعَى المسؤولية، وأدركَ حُدودها ومُحدّداتها، وعَبَرَ بِنَا إلى ما أدركَه بعبارة "المثقَّف كأبٍ حنون لشعبه في زمنِ الضَّياع"! وأوضح بأنّ صورة الأب والطفل تُرشدنا إلى كيفية يجب التعامل بها مع شعبنا؛ أهم ما فيها أنَّ الأب يَرى نفسَه في خدمة الطفل ولا يطلب تقديسًا بالمقابل ولا خدمة، كما يفعل بعض مثقفينا ما يعطي إلا ليأخذ وأكثر، والأب يُحمِّلُ نفسَه مسؤولية أي خللٍ يَقع فيه الطفل، حتى لو كان الأخير معاقًا أو مريضًا أو ضعيفًا، فلا يتسلى بالسخرية من إعاقته! إنما يسعى قدر جهده لكي يواصل طفلُه الحياة بأقل معاناة ممكنة، ويَشتري له بأمواله ما يساعده على أنْ يعيش حياة مناسبة فيها من السعادة والقيمة الإنسانية أكبر قدر ممكن، لقد عانى الشعب الصعوبات المتتالية، وفي كل مرة كان أعداؤه يحصدون السنابل العالية من أبنائه المخلصين والواعين، فلا عجب أن ترك بيدرَه هزيلاً "كعصف مأكول"! إنَّ أمامه معركة صعبة للبقاء على قيد الحياة، وأيامًا حالكة تتكاثر فيها المؤامرات عليه من كل جانب، وتنهال عليه الضربات من حيث لا يدري، دعونا لا نتركه يشعر باليتم أيضا!