Atwasat

لا يا سيادة الممثل الخاص.. ليس هكذا يتم الدعم

محمد عبدالرحمن بالروين الأربعاء 23 مارس 2016, 02:15 مساء
محمد عبدالرحمن بالروين

لقد تضمنت كلمتك يا سيادة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، التي ألقيتها يوم السبت الموافق 19 مارس 2016, بمدينة صلالة العمانية، أمام بعض أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، الذين اختاروا، وللأسف الشديد، أن يعقدوا اجتماعات لهم خارج الوطن، ودون اتخاذ أي قرار في هذا الشأن من الهيئة مجتمعة، ولأسباب ودوافع أنا شخصيًّا لا أعرفها ولا أعرف ما هي تكاليف هذا الرحلة، بالرغم من أنني عضو وزميل لهم في هذه الهيئة!

ذكرت يا سيادة الممثل الخاص في كلمتك «عبارات» تحتمل التناقض، و«مصطلحات» تثير كثيرًا من الاستفسارات وعدم الوضوح في المعاني لعل من أهمها:

• أولاً: قلت في كلمتك: «إن مهمة البعثة هي تقديم المساعدة والمشورة التقنية والفنية للهيئة»، وهذا شيء جميل ويتفق معك كل الليبيين الشرفاء، ولكن يبدو أن مفهوم هذا المهمة قد شابها كثير من اللبس وإساءة الفهم (على الأقل) لدى بعض العاملين في بعثتكم!. فمثلاً، هل قيام البعثة بالاتصال ببعض أعضاء الهيئة لحثهم وتشجيعهم على الذهاب إلى مدينة صلالة العمانية، من أجل عقد اجتماعات هناك بالرغم من أن الهيئة مجتمعة رفضت ذلك، هو مجرد دعم تقني وفني أم محاولة لشق صف الهيئة وإرباك المشهد الدستوري؟!

• ثانيًّا: قلت يا سيادة الممثل الخاص في كلمتك: «إن البعثة لديها قرارات من الأمم المتحدة يجب أن تحترمها». فما علاقة هذا بصياغة مشروع الدستور؟! وهل يوجد فيما تقوم به الهيئة التأسيسية حتى الآن ما يتناقض مع أي قرار أممي؟ أفيدنا هداك الله.

• ثالثًا: قلت يا سيادة الممثل الخاص في كلمتك: «إن هذه الاجتماعات» (وأعتقد أنك تقصد الاجتماعات التي يعقدها بعض أخوتنا الأعضاء بمدينة صلالة العمانية هذه الأيام)، ستسفر عن التوصل لحلول ترضي كافة المتخالفين»، والسؤال البريء هنا هو: هل يمكن أن يتم التوافق دون قبول جميع الأعضاء الممثلين لكافة الدوائر بما تم الوصول له؟! وهل يمكن الوصول إلى توافق وقد غاب عن هذه الاجتماعات ما يقارب نصف أعضاء الهيئة؟!
اشرح لنا معنى التوافق (المتفق عليه أمميًّا) يا سيادة الممثل الخاص.

• رابعًا: لقد أكدت يا سيادة الممثل الخاص في كلمتك «ضرورة احترام حقوق الأقليات والمكونات، وكذلك المرأة، والضعفاء»، والسؤال هنا هو: هل تم عدم احترام أخوتنا وأخواتنا الأقليات حتى الآن؟ وهل تم عدم احترام المرأة حتى الآن؟ ولكن الأغرب هو مصطلح «الضعفاء» الذى استخدمته في عبارتك؟! فمَن هم هؤلاء الضعفاء في ليبيا حتى لا نظلمهم؟ وهل هناك أي مؤشرات في ما تم التوصل إليه حتى الآن يدل على ظلمهم؟! أنا فعلاً مستغرب من الزج بهذا المصطلح السياسي المفخخ في مداولاتنا الدستورية دون وجود مبرر له؟

• خامسًا: وأخيرًا لقد قلت يا سيادة الممثل الخاص في كلمتك: «إن البعثة لن تكون محايدة تمامًا»، فماذا تقصد بذلك؟ ولمَن ستنحاز، وعلى أي أساس؟ وهل سيكون انحيازك لمصلحة شعبنا أم لمصالح أخرى؟

وأخيرًا، مرة أخرى، أتمنى أن تكون بعثتكم تسعى لإنجاح مهمتها التي أُنشئت من أجلها لا من أجل مهام أخرى, وتنحصر مهمتها في الدعم والمشورة والمساعدة لشعبنا الجريح والمحتاج للمساعدة من كل أحرار العالم لدعمه ومناصرته في هذا الأيام الصعبة والحرجة التي يمر بها, وأن تكونوا أنتم في طليعة هؤلاء الأحرار، ولنتذكر جميعنا أن التاريخ لن يرحم.

* عضو الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور