قال الباحث الأمني مايكل هورويتز إنه رغم الاحتفاء بنجاح التجربة الديمقراطية في تونس، إلّا أنه لا يجب أن نغفل الانقسامات الحادة التي تشهدها البلاد، التي جعلت من تونس أكبر مصدر للجهاديين المنضمين إلى تنظيم «داعش».

ويرى هورويتز في مقاله بموقع مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأميركية، أن أهم المعوقات التي تواجهها تونس في المرحلة المقبلة هي الفجوة الاقتصادية الكبيرة بين منطقة الشمال الغنية والمناطق الداخلية المهمشة عادة من قبل الحكومات المتعاقبة. مضيفا أن تلك المناطق تفتقر باستمرار إلى الوظائف والفرص الاقتصادية المتاحة للشمال إلى الحد الذي يدفع السكان إلى اشعال النيران بالمباني الحكومية.

وأكد الكاتب في مقاله المنشور، الأربعاء، أن إحساس سكان تلك المناطق بالتهميش يعرض نجاح الثورة التونسية للخطر ويفسر سبب زيادة اعداد المنضمين إلى التنظيمات الجهادية رغم التضييق عليهم وملاحقتهم، مشيرا إلى تنظيم «انصار الشريعة» استغل هذا الفارق وعمل على استخدامه لخدمة مصالحه، إذ نظم قوافل مساعدات واعمال خيرية في المناطق الفقيرة وحرص على التواجد بها في الوقت الذي اختفت فيه الحكومة عقب سقوط النظام السابق، وأثبتت تلك المحاولات فاعليتها أكثر من غيرها.

ونوّه الكاتب إلى أن تنظيم «أنصار الشريعة» ليس الوحيد الذي يستغل عدم قدرة الحكومة على حل المشكلات الاقتصادية - الاجتماعية أو التعامل مع سكان تلك المناطق، بل يوجد عدة تنظيمات جهادية تعمل على التواجد في تونس.

ولهذه الأسباب حذر الكاتب السياسيين التونسيين والحكومة الجديدة من التركيز على المشاحنات السياسية المثيرة للجدل دون إيجاد حلول جذرية للأزمات الاقتصادية التي يعاني منها قطاع كبير من الشعب.