Atwasat

فنانون في تركيا يواجهون تراجع مساحة الحرية بلغة جديدة

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 20 نوفمبر 2017, 08:23 مساء
WTV_Frequency

تواجه أوساط الفنانين في تركيا ضغوطًا في ظل تراجع حيز الحرية المتاح أمامهم منذ محاولة الانقلاب الفاشلة العام 2016، لكن لغة فنية جديدة أكثر إبداعًا تنشأ من هذا الواقع، كما يرى عاملون في الأوساط الفنية.

ومن الفنانين المشتكين من هذا الوضع الفنان الكردي «إركان أوزغن» الذي يتحدّث عن «واقع عبثي للفنون» في المناطق التي تطالها اضطرابات بجنوب شرق البلاد، وبرغم ذلك فتح أوزغن معرضًا للفن المعاصر في ديار بكر، ضمن المشاريع التي يرغب في تحقيقها، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.

ويقول: «لدي كثير من المشاريع الأخرى»، متحدثًا بلهجة متفائلة قد تثير استغراب الكثيرين.

فعالم الفنون في تركيا يعيش تحت ضغط كبير، في ظل رقابة مشددة على الأصوات المعارضة منذ محاولة الانقلاب العسكري التي باءت بالفشل في الخامس عشر من يوليو من العام 2016، وبعد هذه المحاولة، أطلقت السلطات حملة تطهير تجاوزت صفوف الجيش لتطال أوساط التعليم والثقافة والفنون.

لغة التلميح
في ظل هذا المناخ، يفضّل بعض الفنانين أن يمارسوا رقابة ذاتية على أعمالهم تقيهم رقابة السلطات، أو أن يتركوا البلد للإقامة في الخارج، فيما يعمل آخرون على تطوير وسائل نقديّة تعتمد أساليب التلميح.

ويقول الفنان «سافاك كاتالباس»: «المشهد الفني في إسطنبول ليس متجّهًا إلى التراجع، بل إنه يصبح أكثر إثارة للاهتمام، فالظروف الصعبة تجعل الفنانين أكثر إبداعًا».

ويمكن ملاحظة هذا التوجّه في بينالي إسطنبول، أكبر ملتقيات الفن المعاصر في تركيا، الذي اختتم في الثاني عشر من نوفمبر، الذي لم يخل من التطرّق إلى المواضيع الراهنة، مثل أزمة اللاجئين، أو النزاعات في سورية والعراق.

وعرض أوزغن فيلمًا قصيرًا بعنوان «وندرلاند» يتحدث عن صبي سوري أبكم اسمه محمد، يروي بحركة جسمه حياته في ظل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

أعمال تتحدى الرقابة
و تطرق المعرض أيضًا للأوضاع السياسية في تركيا في أعماله، ولا سيما لوحة جدارية للفنانة التشكيلية «لطيفة الشخش» تصوّر متظاهرين ينددون بانتهاك الديمقراطية بعد قمع الاحتجاجات المعارضة للحكومة التركية في العام 2013، والتي قتل فيها ثمانية أشخاص وأصيب أكثر من ثمانية آلاف بجروح على يد الشرطة، بحسب منظمات غير حكومية.

ومن الأعمال المنتقدة للرقابة عمل مصنوع من كاميرات من السيراميك للفنان التركي «بورشاك بينغول» منتشرة في عموم أرجاء المدينة تذكّر بالرقابة الحكومية في هذا البلد الذي يعيش تحت قانون الطوارئ منذ محاولة الانقلاب العسكري.

وتقول مديرة بينالي إسطنبول بيغ أورير: «ينبغي على كل معرض أن يتطرّق بطريقة أو بأخرى إلى القضايا السياسية والاجتماعية المحلية ليكون ذا مغزى».

وترى أسلي سومر، التي تدير معرضًا فنيًا في الجزء الأوروبي من إسطنبول، إن الفنانين الذين يعرضون عندها يفضّلون أن يتطرّقوا لوسائل اجتياز التحديات بدلاً من الانتقاد المباشر للسلطات.

واستضافت المدينة المعرض الدولي للفن المعاصر، الذي جذب ثمانين ألف زائر بين الرابع عشر والسابع عشر من سبتمبر، وكان مشابهًا أيضًا في مواضيعه.

ومن أبرز أعماله هذا العام «بوكس أوف ديموكراسي» أو صندوق الديمقراطية لـ«بدري بايكام»، أحد الوجوه المعروفة في الساحة الفنية في تركيا، وهو عبارة عن حجرة هاتف بمساحة متر مربع صممها لتكون مساحة للحرية التامة.

ويعود هذا العمل إلى زمن القمع في العام 1987 بعد الانقلاب العسكري في العام 1980، ولإعادة عرضه في هذا الوقت رمزية كبيرة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم