Atwasat

حديث السكن والألفة 14- أساسيات لحياة زوجية سعيدة

حنان عبدالرحيم الثلاثاء 31 أكتوبر 2017, 10:19 صباحا
حنان عبدالرحيم

عدد من كتاب الأسرة ومستشاري الزواج، وعلماء النفس قدموا الكثير من النصائح والتوجيهات التي تدعم حياة زوجية سعيدة.

قمنا بتلخيص أهم هذه الأسباب وبالطبع سنقدمها بما يتوافق مع طبيعة العلاقات الأسرية في مجتمعنا وهي كالتالي:
1- ليس هناك تطابق كامل بين طرفين وإنما هناك "محبة ناضجة" تنمو وتتطور مع العشرة وهو ما تخلق تناغم وتتطابق. ولقد لاحظ العلماء أن السعادة والهناء يتوفران بين شخصيتين متشابهي الخلفية ومتعاكستي الطباع. الخلفية هي أن يكونا نشآ في بيئة متشابهة سواء في المعتقد أو الثقافة، أو النشأة والتربية وتعاكس الطباع أن يكون أحدهما حادا وانفعاليا والثاني هادئا لا ينفعل بسرعة، فإن احتد المحتد قابله الهادئ بهدوئه فلا يتطور الغضب أو الجدل.

2- مشاركة الطرفين في متطلبات حياتهما الروتينية يتطور، بالتأكيد، يتطور ويحقق العديد من أحلامهماـ فالتعاون مثلا في إعداد إفطار، يعد الزوج القهوة مثلا، فيما ترتب الزوجة السرير، وأن تعد أطفالها للمدرسة فيما يجهز زوجها السندويشات. ذلك بالتأكيد يتطور لتخطيط أحلامهما المستقبلية خلال راحتهما ورضائهما النفسي فيكون تأسيس الأحلام على تجربة واقعية.

3- من الطبيعي أن تتطور الخلافات إلى جدل، وقد يصل الأمر إلى الغضب والصراخ، ولكن القدرة على التغلب عليها وعلاجها تكون ناجحة إن كان ثمة قاسم مشترك بينهما. وحل هذه الخلافات يتحقق بمناقشتهما لأسبابه من بعد أن يهدآ كأن يتفقا أن يبتعد أحدهما عن الثاني عند الغضب، أو أن يتفقا ويتعهدا أن يصمت أحدهما أثناء غضب الثاني. ومن الحلول الطريفة التي قابلتني لعلاج مثل هذه الحالة هو اتفاق بينهما أن يكون صمت أي منهما بالتناوب فإن غضب الزوج تصمت الزوجة تماما، ويكون على الزوج أن يصمت تماما عند نشوب أي مشاجرة أخرى. مقابلة الغاضب بابتسامة تساعد في التسوية ولكن مقارعة الصراخ بالصراخ لا ينتج إلاّ الغمة.

4- يتعين أن ينتبه ويثمن أي من الطرفين الجانب الجيد عند الآخر ويعمل على تنميته بالإطراء فالشخصية الجيدة المثالية لا تنجر سريعا نحو الغضب وهي تعرف أن نوايا الطرف الآخر جيدة وخيرة.

5- النتائج تكون باهرة عندما يساعد أي من الطرفين شريكه في التغير إلى الأفضل، كأن تساعد الزوجة شريكها في ترك العادات السيئة كالتدخين، أو معاقرة الخمر أو الانجراف الكامل نحو هويات أو عادات تبعده عن أسرته، فيما يساعد الزوج زوجته في التغلب على مشاكلها التي تكون في الغالب، خصوصا في مجتمعنا، الانجراف نحو التأثر بالجارات أو الصديقات بل وحتى الأخوات، فالظروف الاقتصادية قد لا تتوافق أبدا حتى ما بين الشقيقات. والأبحاث تقول أن أولئك الذين مروا بأزمات صعبة كالإدمان أو القمار، وتقبله الطرف الثاني وساعده على التغلب عن هذه الأوبئة زاد من ارتباطهما فيما بعد، فالمساعدة في مثل هذه الأمور تقوي العلاقة لأن الطرف الثاني يظل ممتنا ويعلم أنه ليس بمفرده في مواجهة مصائب الدهر.

6- أن تقوم العلاقات الحميمية على أساس الاقتناع أن الطرف الآخر هو الأمثل وليس هناك من يضاهيه بمعنى أن الرجل يرى زوجته كأنثى كاملة وتعامله كفحل كامل وذلك يتحقق بالتأكيد على ذلك من خلال الحديث المتبادل.

7- لا ينبغي أبدا أن يتصارع الزوجان على قيادة الأسرة، بمعني أن يحاول أحدهما السيطرة على الآخر. الأسلم أن يتعاونا وأن ينتبها إلى أن المال، بل الحياة كلها لهما معا، ولذا ينبغي أن يتعاونا ويتقاسما قراراتها.

8- التأكيد طوال الوقت على أن الطرف الآخر، الزوج أو الزوجة، هو أفضل صديق فالصداقة الحقيقية التي تنشأ بين الزوجين هي محرك جيد وفعال في الحياة الزوجية.

وأخيرا تؤكد الأبحاث والتجارب على أن الحب الرومانسي هو حالة لا تدوم، بل هناك من يرفضه تماما، فالحب الحقيقي هو ذلك الذي ينمو ويتطور ببطء مع استمرار الزواج، وليس هناك أفضل من تأسس ذلك على مبدأ مهم للغاية لترسيخ هذا الحب؛ هو الصداقة.